٣٣١
للتوحيد والعبادة وخلق بعضهم لجنهم كما قال " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس " [ الأعراف ١٧٩ ] فقد خلق كل صنف للأمر والنهي الذي يصلح له
ثم قال " ما أريد منهم من رزق " يعني ما خلقتهم لأن يرزقوا أنفسهم " وما أريد أن يطعمون " يعني لا أكلفهم أن يطعموا أحدا من خلقي
وأصل هذا أن الخلق عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم فقد رزقه إذا كان رزقهم عليه
ثم قال " إن الله هو الرزاق " يعني " الرزاق " لجميع خلقه " ذو القوة المتين " يعني " ذو القوة " على أعدائه الشديد العقوبة لهم و " المتين " في اللغة الشديد القوي
قرأ الأعمش " ذو القوة المتين " بكسر النون جعله من نعت القوة وقراءة العامة بالضم ومعناه " إن الله هو الرزاق " وهو " ذو القوة المتين "
قوله عز وجل " فإن للذين ظلموا " يعني أشركوا وهم مشركو مكة " ذنوبا " يعني نصيبا من العذاب " مثل ذنوب أصحابهم " يعني مثل نصيب أصحابهم من عذاب الذين مضوا وأصل الذنوب في اللغة هو الدلو الكبير فكني عنه لأنه تتابع
يعني مثل عذاب الذين أهلكوا نحو قوم عاد وثمود وغيرهم " فلا يستعجلون " يعني بالعذاب لأن النضر بن الحارث كان يستعجل بالعذاب فأمهله إلى يوم بدر ثم قتل في ذلك اليوم وصار إلى النار
قوله عز وجل " فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون " يعني من عذاب يوم القيامة
والويل الشدة من العذاب ويقال الويل واد في جهنم والله سبحانه أعلم


الصفحة التالية
Icon