٣٣٧
سورة الطور الآية ٣٩ - ٤٣
ثم قال عز وجل " أم له البنات ولكم البنون " بين جهلهم وقلة أحلامهم أنهم يجعلون لله ما يكرهون لأنفسهم
ثم قال عز وجل " أم تسألهم أجرا " معناه أن الحجة واجبة عليهم من كل وجه لأنك قد أتيتهم بالبيان والبرهان ولم تسألهم على ذلك أجرا
فقال " أم تسألهم " يعني أتطلب منهم " أجرا " بما تعلمهم من الأحكام والشرائع
" فهم من مغرم مثقلون " يعني من أجل المغرم يمتنعون عن الإيمان
يعني لا حجة لهم في الامتناع لأنك لا تسأل منهم أجرا فيثقل عليهم لأجل الأجر
قوله عز وجل " أم عندهم الغيب " يعني عندهم الغيب بأن الله لا يبعثهم " فهم يكتبون " يعني أمعهم كتاب يكتبون بما شاؤوا يعني ما في اللوح المحفوظ فهذا كله اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الزجر
ثم قال عز وجل " أم يريدون كيدأ " يعني بل يريدون كيدا بالنبي ﷺ " فالذين كفروا هم المكيدون " يعني بل هم المعذبون الهالكون
قوله عز وجل " أم لهم إله غير الله " يعني ألهم خالق غير الله يخلق ويرزق ويمنعهم من عذابنا " سبحان الله عما يشركون " يعني تنزيها لله تعالى عما يصفون من الشريك والولد
سورة الطور ٤٤ - ٤٩
ثم ذكر قسوة قلوبهم فقال " وإن يروا كسفا من السماء ساقطا " يعني جانبا من السماء ساقطا عليهم " يقولوا " يعني لقالوا من تكذيبهم " سحاب مركوم " يعني متراكما بعضه على بعض لأنهم كانوا يقولون لا نؤمن بك حتى تسقط علينا كسفا
ثم قال الله تعالى لو فعلنا ذلك لم يؤمنوا ولا ينفعهم من قسوة قلوبهم
ثم قال " فذرهم " يعني فتخل عنهم يا محمد " حتى يلاقوا يومهم " يعني يعاينوا يومهم " الذي فيه يصعقون " يعني يموتون ويقال يعذبون
قرأ عاصم وابن عامر " يصعقون " بضم الياء والباقون " يصعقون " بنصب الياء وكلاهما واحد وهما لغتان