٣٤٠
جناحان أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب
" ثم دنا فتدلى " إلى النبي ﷺ فكل ما دنا منه انتقص حتى إذا قرب منه مقدار قوسين رآه كما في سائر الأوقات حتى لا يشك أنه جبريل " فكان قاب قوسين " يعني في القرب مقدار قوسين
وقال بعضهم ليلة المعراج دنا من العرش مقدار قوسين وإنما ذكر القوسين لأن القرآن نزل بلغة العرب والعرب تجعل مساحة الأشياء بالقوس
ويقال " فكان قاب قوسين " يعني قدر ذراعين وإنما سمي الذراع قوسا لأنه تقاس به الأشياء
" أو أدنى " يعني بل أدنى ويقال أو بمعنى واو العطف يعني مقدار قوسين أو أقرب من ذلك
سورة النجم ١٠ - ١٨
قوله تعالى " فأوحى إلى عبده ما أوحى " يعني أوحى الله تعالى إلى النبي ﷺ فقرأ عليه جبريل ما قرأ
ويقال تكلم مع عبده ليلة المعراج ما تكلم ويقال أمر عبده بما أمر
ثم قال " ما كذب الفؤاد ما رأى " يعني ما كذب قلب محمد ﷺ ما رأى بصره من أمر ربه في رؤية جبريل عليه السلام ويقال في رؤية الله تعالى بقلبه
قال محمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس سئل رسول الله ﷺ هل رأيت ربك فقال ( رأيته بفؤادي ولم أره بعيني ) قرأ الحسن " ما كذب " بتشديد الذال وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس ومعناه لم يجعل الفؤاد رؤية العين كذبا والباقون بالتخفيف يعني ما كذب فؤاد محمد ﷺ فيما رأى
ثم قال عز وجل " أفتمارونه على ما يرى " قرأ حمزة " أفتمرونه " بنصب التاء وجزم الميم بغير ألف وهكذا روي عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما ومعناه أفتجحدونه فيما رأى
والباقون " أفتمارونه " يعني أفتجادلونه لأنه رأى من آيات ربه الكبرى
ثم قال " ولقد رآه نزلة أخرى " يعني لقد رأى جبريل مرة أخرى
وروي عن كعب الأحبار أنه قال رأى ربه مرة فقال إن الله كلم موسى مرتين ورأى محمدا ﷺ مرتين فبلع ذلك إلى عائشة رضي الله عنها فقالت قد اقشعر جلدي من هيبة هذا الكلام فقيل لها يا أم المؤمنين أليس يقول الله تعالى " ولقد رآه نزلة أخرى " فقالت أنا سألت النبي ﷺ عن ذلك فقال ( رأيت جبريل نازلا في الأفق على خلقته وصورته )
ويقال " ولقد رآه نزلة


الصفحة التالية
Icon