٣٤٢
ثم قال عز وجل " أفرأيتم اللات والعزى " قرأ مجاهد " اللات " بتشديد التاء وقال كان رجلا يلت السويق بالزيت ويطعم الناس
وقال السدي كان رجل يقوم على آلهتهم ويلت السويق لهم
ويقال كانت حجارة يعبدونها وينزل عندها رجل يبيع السويق ويلته فسميت تلك الحجارة باللات وقرأه العامة بغير تشديد
قال مقاتل وإنما سمي " اللات والعزى " لأنهم قالوا هكذا أسماء الملائكة وهم بناته فنزل " ألكم الذكر وله والأنثى " وقال قتادة " اللات " كان لأهل الطائف " والعزى " لقريش ومناة للأنصار
ويقال إن المشركين أرادوا أن يجعلوا من آلهتهم من أسماء الحسنى فأرادوا أن يسموا الواحد منها الله فجرى على لسانهم " اللات " وأرادوا أن يسموا الواحد منها العزيز فجرى على لسانهم " العزى " وأرادوا أن يسموا الواحد منها المنان فجرى على لسانهم " مناة " ويقال إن العزى كانت نخلة بالطائف يعبدونها فبعث النبي ﷺ خالد بن الوليد حتى قطع تلك النخلة فخرجت منها امرأة تجر شعرها على الأرض فأتبعها بفأس فقتلها فأخبر بذلك رسول الله ﷺ فقال ( تلك العزى قتلتها فلا تعبد العزى أبدا )
ويقال أول الأصنام كانت اللات ثم العزى ثم مناة وهو قوله " أفرأيتم اللات والعزى " " ومناة الثالثة الأخرى " يعني أفرأيتم عبادتها تنفعكم في الآخرة فلا تنفعكم
ثم قال " ألكم الذكر وله الأنثى " يعني بني مدلج يعبدون الملائكة ويقولون هم بناته فيشفعون لنا " تلك إذا قسمة ضيزى " أي قسمة جائزة معوجة
قرأ ابن كثير بهمز الألف والباقون بغير همز ومعناهما واحد وهو اسم الصنم
وقرأ ابن كثير " ضئزى " بالهمزة والباقون بغير همزة ومعناهما واحد
يقال ضازه يضيزه إذا نقصه حقه يقال بالهمز وبغير الهمز
ويقال ضزت في الحكم أي جرت
ثم قال " إن هي إلا أسماء سميتموها " يعني الأصنام " أنتم وآباؤكم " يعني اتبعتم آباءكم بالتقليد " ما أنزل الله بها من سلطان " يعني من عذر وحجة لكما بما تقولون " إن يتبعون إلا الظن " يعني ما تعبدون وما تتبعون إلا الظن ولا تعرفون يقينا أنها آلهة
" وما تهوى الأنفس " يعني ما يتبعون ما تشتهي أنفسهم وعبدوه وتركوا دين الله " ولقد جاءهم من ربهم الهدى " يعني أتاهم الكتاب والرسول وبين لهم طريق الهدى
سورة النجم ٢٤ - ٢٧


الصفحة التالية
Icon