٣٥٣
الأرض فشبههم لطول كل واحد بالنخل الساقطة
وقال مقاتل كان طول كل واحد منهم اثني عشر ذراعا
وقال في رواية الكلبي كان طول كل واحد منهم سبعين ذراعا فاستهزؤوا حين ذكر لهم الريح فخرجوا إلى الفضاء فضربوا بأرجلهم وغيبوا في الأرض إلى قريب من ركبهم فقالوا قل للريح حتى ترفعنا فجاءت الريح فدخلت تحت الأرض وجعلت ترفع كل اثنين وتضرب أحدهما على الآخر بعدما ترفعهما في الهواء ثم تلقيهما في الأرض والباقون ينظرون إليهم حتى رفعتهم كلهم ثم رمت بالرمل والتراب عليهم وكان يسمع أنينهم من تحت التراب كذا وكذا يوما
قال الله تعالى " فكيف كان عذابي ونذر " ثم قال " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر " وقد ذكرناه
سورة القمر ٢٣ - ٣١
قوله عز وجل " كذبت ثمود بالنذر " يعني صالحا حين أتاهم " فقالوا أبشرا منا واحدا " يعني خلقا مثلنا " نتبعه " في أمره " إنا إذا لفي ضلال وسعر " يعني إنا إذا فعلنا ذلك " لفي " خطأ وعناء
وقال الزجاج يعني " إنا إذا لفي ضلال " وجنون
وهذا كما يقال ناقة مسعورة إذا كان بها جنون
ويجوز أن يكون " وسعر " جمع سعير في معنى العذاب
ثم قال عز وجل " أألقي الذكر عليه من بيننا " يعني اختص بالنبوة والرسالة من بيننا " بل هو كذاب أشر " يعني كاذبا على الله " أشر " يعني بطرا متكبرا
قوله عز وجل حدثنا " سيعلمون غدا " قرأ ابن عامر وحمزة " ستعلمون " بالتاء على معنى المخاطبة
يعني أن صالحا قال لهم " ستعلمون غدا " والباقون بالياء على معنى الخبر عنهم من الله تعالى لمحمد ﷺ أنهم يعلمون غدا يعني يوم القيامة " من الكذاب الأشر " أهم أم صالح ومعناه أنه يتبين لهم أنهم هم الكاذبون وكان صالح صادقا في مقالته
ثم قال " إنا مرسلوا " يعني نخرج لهم " الناقة " وذلك حين سألوا صالحا بأن يخرج لهم ناقة من الحجر فدعا صالح ربه فأوحى الله تعالى إليه أني مخرج الناقة " فتنة " يعني بلية " لهم فارتقبهم " يعني انتظر هلاكهم " واصطبر " على الإيذاء
قوله تعالى " ونبئهم " يعني وأخبرهم " أن الماء قسمة بينهم " يوم للناقة ويوم لأهل القرية " كل شرب محتضر " يعني إذا كان يوم الناقة تحضر الناقة ولا يحضرون وإذا كان


الصفحة التالية
Icon