٣٦١
قوله عز وجل " مرج البحرين يلتقيان " يعني أرسل البحرين ويقال خلى البحرين ويقال خلق البحرين " يلتقيان " يعني مالح وعذب " بينهما برزخ " يعني حاجز " لا يبغيان " يعني لا يختلطان فيغير طعمه
وأصل البغي التطاول والجور والظلم
وقال بعضهم بينهما حاجر لطيف لا يراه الخلق وإنما العبرة في ذلك أنه لا يرى
ويقال بعضهم ليس هناك شيء وإنما تمنعهما من الاختلاط قدرة الله تعالى
ويقال " يلتقيان " أي يتقابلان أحدهما بحر الروم والآخر بحر فارس
وقيل بحر الهند " وبينهما برزخ لا يبغيان " أي لا يختلطان " بينهما برزخ "
بلطف الله تعالى أي باللطف تمنع عن الامتزاج وهما بحر واحد لن يمس أحدهما بالآخر
وقال الزجاج البرزخ الحاجر فهما من مرأى العين مختلطان وفي قدرة الله منفصلان
وقيل " بينهما برزخ " أي جزيرة العرب وقيل بحر السماء والأرض كقوله تعالى " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر [ القمر ١١ - ١٢ ] وبينهما برزخ الهواء والأرض وسكان الأرض
ثم قال " فبأي آلاء ربكما تكذبان " يعني خلق البحرين لمنفعة الخلق وبين لكم العبرة وقدرته ولطفه لتعبتروا به وتوحدوه فكيف تنكرون هذه النعمة بأنها ليست من الله تعالى
ثم قال " يخرج منهما " يعني من بحر مالح " اللؤلؤ والمرجان " يعني من اللؤلؤ ما عظم و " المرجان " ما صغر منه
ويقال " اللؤلؤ " يعني الصغار " والمرجان " يعني الكبار
وقرأ نافع وأبو عمرو " يخرج " بضم الياء ونصب الراء على فعل ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون بنصب الياء وضم الراء
وقرأ بعضهم بكسر الراء يعني يخرج الله تعالى ونصب اللؤلؤ والمرجان لأنه مفعول به
ثم قال " فبأي آلاء ربكما تكذبان " يعني خلق في البحر اللؤلؤ لمنفعة الخلق ولصلاحهم ولكي تعتبروا به فكيف تنكرون هذه النعمة
سورة الرحمن ٢٤ - ٢٨
ثم قال عز وجل " وله الجوار المنشآت في البحر " يعني السفن التي تجري في الماء " في البحر " " كالأعلام " يعني كالجبال في البر فشبه السفن في البحر بالجبال
وقرأ حمزة " المنشآت " بكسر الشين والباقون بالنصب
فمن قرأ بالكسر يعني المبتدئات في السير
ومن قرأ بالنصب يعني مرفوعات الشراع
ويقال الذي ابتدئ مهن في السير
ثم قال " فبأي آلاء ربكما تكذبان " أنه جعل السفن في البحر لمنفعة الخلق فكيف تنكرون هذه النعمة بأنها ليست من الله تعالى