٣٦٨
الجنان الأربعة في كل واحدة منها تجدون خيرة هي زوجة هي أحسن بما في الأخرى فكيف تنكرون عزة ربكم ولا تشكرونه
ثم وصف الخيرات فقال " حور مقصورات " يعني محبوسات " في الخيام " على أزواجهن
وقال ابن عباس الخيمة الواحدة من لؤلؤة مجوفة فرسخا في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب " فبأي آلاء ربكما تكذبان " يعني فكيف تنكرون هذه النعمة حين حبس الأزواج الطيبات لكم إن أطعتم الله تعالى
ثم قال عز وجل " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " يعني لم يمسسهن إنس قبلهم ولا جان
قرأ الكسائي " لم يطمثهن " بضم الميم والباقون بالكسر
وهما لغتان ومعناهما واحد
" فبأي آلاء ربكما تكذبان )
ثم قال " متكئين على رفرف " يعني نائمين على المجالس الخضر على السرر الحسان
ويقال على رياض " خضر وعبقري حسان " يعني الزرابي الكثيرة الألوان وهي الطنافس الحسان
وقال مجاهد " وعبقري حسان " يعني الديباج وقال الزجاج وإنما قال " عبقري حسان " ولم يقل حسن لأن العبقري جماعة يقال للواحد عبقرية كما تقول ثمرة وثمر لوزة ولوز وأيضا يكون العبقري اسم جنس والعبقري كل شيء بولغ في وصفه والعبقري البسط ويقال الطنافس المبسوطة
ثم قال عز وجل " فبأي آلاء ربكما تكذبان " يعني فبأي نعمة من نعماء ربكما أيها الجن والإنس تتجاحدان مع هذه الكرامات التي بين الله تعالى لكم لتعلموا فتناولوا تلك الكرامات ما شاء الله
ثم قال عز وجل " تبارك اسم ربك ذي الجلال " أي تعالى وتعظم عما يقول الكفار ( ذي الجلال ) يعني ذي الارتفاع ارتفاع المنزلة والقدرة " والإكرام " يعني الكريم المتجاوز عن المذنبين
ويقال الاسم زيادة في الكلام ومعناه تبارك ربك
قرأ ابن عامر ( ذو الجلال ) بالواو والباقون " ذي الجلال " بالياء
فمن قرأ ( ذو الجلال ) جعله نعتا للاسم والاسم رفع وكذلك نعمته
ومن قرأ بالكسر جعله نعتا للرب عز وجل والله أعلم والله سبحانه وتعالى أعلم ﷺ على سيدنا محمد وعلى آله وسلم