٣٧٦
ثم قال عز وجل " فسبح باسم ربك العظيم " يعني اذكر التوحيد باسم ربك يا محمد ﷺ الرب العظيم
ويقال يعني صل بأمر ربك
ويقال سبح لله واذكره
قوله عز وجل " فلا أقسم " يعني أقسم و " لا " زيادة في الكلام
وقال بعضهم " لا " رد لقول الكفار
ثم قال " بمواقع النجوم " يعني بنزول القرآن نزل نجوما آية بعد آية وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " بمواقع النجوم " يعني بمحكم القرآن " وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " يعني القسم بالقرآن عظيم " لو تعلمون " ذلك
ويقال " لو تعلمون " يعني لو تصدقون
قرأ حمزة والكسائي " بموقع النجوم " بغير ألف وقرأ الباقون " بمواقع النجوم " بلفظ الجماعة
فمن قرأ " بموقع " فهو واحد دل على الجماعة ويقال " بمواقع النجوم " يعني بمساقط النجوم
يعني الكواكب
ثم قال عز وجل " إنه لقرآن كريم " يعني الذي يقرأ عليك يا محمد لقرآن شريف كريم على ربه " في كتاب مكنون " يعني مستور من خلق الله وهو اللوح المحفوظ " لا يمسه إلا المطهرون " يعني لا تمسه إلا الملائكة المطهرون من الذنب ويقال لا يقرؤه إلا الطاهرون
ويقال لا يمس المصحف إلا طاهر
وروى معمر عن محمد بن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه رضي الله عنهم أن النبي ﷺ كتب كتابا فيه ( لا يمس القرآن إلا على طهور )
وروى إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال كنا مع سلمان فخرج يقضي حاجته ثم جاء فقلنا يا أبا عبد الله لو توضأت لعلنا نسألك عن آيات الله فقال إني لست أمسه لأنه لا يمسه إلا المطهرون
فقرأ علينا ما نسينا يعني يجوز للمحدث أن يقرأ ولا يجوز أن يمس المصحف
وأما الجنب فلا يجوز له أن يمس المصحف ولا يقرأ آية تامة
ثم قال عز وجل " تنزيل من رب العالمين " يعني أنزل الله تعالى جبريل عليه السلام على محمد ﷺ بهذا القرآن يقرأه عليه من رب العالمين
ثم قال عز وجل " أفبهذا الحديث أنتم مدهنون " يعني تكفرون
وقال الزجاج المدهن والمداهن الكذاب المنافق
وقال بعض أهل اللغة أصله من الدهن لأنه يلين في دينه
يعني ينافق ويرى كل واحد أنه على دينه
ويقال " أنتم مدهنون " يعني مكذبون " وتجعلون رزقكم " يعني شكر رزقكم " أنكم تكذبون " يعني تقولون للمطر إذا مطرتم مطرنا بنوء كذا
وروي عن عاصم في بعض الروايات " أنكم تكذبون " بالتخفيف
يعني تجعلون شكر رزقكم الكذب وهو أن تقولوا مطرنا بنوء كذا
وقرأ الباقون " تكذبون " بالتشديد