٣٨٦
النبي صلى الله عليه وسلم
ومن قرأ بالتشديد يعني المتصدقين من الرجال والمتصدقات من النساء فأدغمت التاء في الصاد وشددت
" وأقرضوا الله قرضا حسنا " يعني يتصدقون محتسبين بطبيعة أنفسهم صادقين من قلوبهم " يضاعف لهم " الحسنات والثواب بكل واحد عشرة إلى سبعمائة إلى ما لا يحصى " ولهم أجر كريم " يعني ثوابا حسنا في الجنة
ثم قال عز وجل " والذين آمنوا بالله ورسله " يعني صدقوا بتوحيد الله وصدقوا بجميع الرسل " أولئك هم الصديقون " والصديق اسم للمبالغة في الفعل يقال رجل صديق كثير الصدق
وقال ابن عباس فمن آمن بالله ورسله فهو من الصديقين
ثم قال " والشهداء عند ربهم " قال مقاتل هذا استئناف فقال
" والشهداء " يعني من استشهد عند ربهم
يعني يطلب شهادته على الأمم " لهم أجرهم " يعني ثوابهم " ونورهم " ويقال هذا بناء على الأول
يعني " أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة
ويقال معناه " أولئك هم الصديقون " " وأولئك هم الشهداء " عند ربهم ويكون لهم أجرهم ونورهم
قال مجاهد كل مؤمن صديق شهيد
ثم وصف حال الكفار فقال عز وجل " والذين كفروا " يعني جحدوا بوحدانية الله تعالى " وكذبوا بآياتنا " يعني جحدوا بالقرآن " أولئك أصحاب الجحيم "
سورة الحديد ٢٠
ثم قال عز وجل " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو " يعني باطل " ولهو "
يعني فرح يلهون فيها " وزينة " يعني زينة الدنيا " وتفاخر بينكم " في الحسب " وتكاثر في الأموال والأولاد " تفتخرون بذلك
وروى إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي ﷺ أنه قال ( ما لي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قام في ظل شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها )
ثم ضرب للدنيا مثلا آخر فقال " كمثل غيث " يعني كمثل مطر نزل من السماء فنبت به الزرع والنبات " أعجب الكفار نباته " يعني فرح الزارع بنباته ويقال " أعجب الكفار " يعني الكفار بالله لأنهم أشد إعجابا بزينة الدنيا من المؤمنين
ويقال " الكفار " كناية عن الزراع لأن الكفر في اللغة هو التغطية ولهذا سمي الكافر كافرا لأنه يغطي الحق بالباطل فسمي الزراع كفارا لأنهم يغطون الحب تحت الأرض وليس ذلك الكفر الذي هو ضد الإيمان والطريقة الأولى أحسن إن أراد به الكفار لأن ميلهم إلى الدنيا أشد " ثم يهيج " يعني ييبس فيتغير " فتراه مصفرا " بعد خضرته " ثم يكون حطاما " يعني يابسا
ويقال " حطاما " يعني


الصفحة التالية
Icon