٣٩٠
سورة الحديد ٢٨ - ٢٩
ثم قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله " يعني أطيعوه فيما يأمركم به وفيما ينهاكم عنه " وآمنوا برسوله " محمد ﷺ يعني اثبتوا على الإسلام بعد نبيكم محمد ﷺ ويقال يا أيها الذين آمنوا بعيسى ابن مريم آمنوا بالله ورسوله محمد ﷺ " يؤتكم كفلين من رحمته " يعني أجرين من فضله ويقال لما نزلت في أهل الكتاب " أولئك يؤتون أجرهم مرتين " [ القصص ٥٤ ] حزن المسلمون فنزل فيهم " يؤتكم كفلين من رحمته " وأصل الكفل النصيب يعني نصيبين من رحمته أحدهما بإيمانه بنبيه قبل خروج النبي ﷺ والآخر الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم
ثم قال عز وجل " ويجعل لكم نورا تمشون به " يعني يجعل لكم سبيلا واضحا تهتدون به " ويغفر لكم " يعني يغفر لكم ذنوبكم " والله غفور رحيم " يعني يغفر الذنوب للمؤمنين " رحيم " بهم " لئلا يعلم أهل الكتاب " يعني لكيلا يعلم و ( لا ) لا مؤكدة في الكلام ومعناه لأن يعلموا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله ورحمته يعني مؤمني أهل الكتاب يعلمون أنهم لا يقدرون من فضل الله إلا برحمته " وأن الفضل بيد الله " يعني الثواب من الله تعالى " يؤتيه من يشاء " يعني من يعطيه من يشاء من كان أهلا لذلك من العبادة " والله ذو الفضل العظيم " يعني هو المعطي وهو المانع وقد ذكرناه والله أعلم بالصواب