٣٩٧
سورة المجادلة ١٢ - ١٣
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول " يعني إذا كلمتم الرسول سرا " فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " يعني تصدقوا قبل كلامكم بصدقة
" ذلك خير لكم " يعني التصدق خير لكم من إمساكه " وأطهر " لقلوبكم وأزكى من المعصية
" فإن لم تجدوا " ما تتصدقون " فإن الله غفور رحيم " لمن لم يجد الصدقة
وذلك أن الأغنياء كانوا يكثرون مناجاة النبي ﷺ ولم يمكنوا الفقراء من سماع كلامه وكان يكره طول مجالستهم وكثرة نجواهم فأمرهم الله تعالى بالصدقة عند المناجاة فانتهوا عن ذلك فقدرت الفقراء على سماع كلام النبي ﷺ ومجالسته
وقال مجاهد نهوا عن مناجاة النبي ﷺ حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قدم دينارا تصدق به وكلم النبي ﷺ في عشر كلمات ثم أنزلت الرخصة بالآية التي بعدها وهو قوله " ءأشفقتم " يعني أبخلتم يا أهل الميسرة " أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات " فلو فعلتم كان خيرا لكم " فإن لم تفعلوا " وتكرهوا ذلك فإن الله تعالى غني عن صدقاتكم
" وتاب الله عليكم " يعني تجاوز عنكم
" فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " فنسخت الزكاة الصدقة التي عند المناجاة
" وأطيعوا الله ورسوله " فيما يأمركم به وينهاكم عنه
" والله خبير بما تعملون " من الخير والشر والتصدق والنجوى
سورة المجادلة ١٤ - ١٦
قوله تعالى " ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم " يعني المنافقين اتخذوا اليهود أولياء وتولوهم ونصحوهم وهم اليهود " وغضب الله عليهم "
ثم قال " ما هم منكم ولا منهم " يعني ليسوا منكم في الحقيقة ولا من اليهود في العلانية وهذا كقوله " لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " وكانوا إذا سألهم المسلمون إنكم تتولون اليهود كانوا يحلفون بالله إنهم من المؤمنين كما قال الله تعالى في آية أخرى " يحلفون بالله إنهم منكم وما هم منكم " فأخبر الله تعالى إنهم لكاذبون في أيمانهم فقال " ويحلفون على الكذب وهم يعلمون " يعني يحلفون أنهم مصدقون في السر وهم يعلمون أنهم