٣٩٩
قوله عز وجل " إن الذين يحادون الله ورسوله " يعني يعادون الله ويخالفون الله ورسوله " أولئك في الأذلين " يعني في الأسفلين في الدرك الأسفل من النار وهم المنافقون ويقال " أولئك في الأذلين " يعني في الهالكين
قوله تعالى " كتب الله " يعني قضى الله " لأغلبن أنا ورسلي " يعني " لأغلبن " في الدنيا بالحجة والدلائل في الآخرة ويقال " لأغلبن " يعني لأقهرن أنا ورسلي فتكون العاقبة للمؤمنين
" إن الله قوي عزيز " ويقال " كتب الله " يعني قضى الله ذلك قضاء ثابتا " لأغلبن أنا ورسلي " وغلبة الرسل تكون على نوعين من بعث منهم في الحرب فغلب في الحرب ومن بعث منهم بغير حرب فهو غالب بالحجة " إن الله قوي عزيز " أي مانع حزبه من أن يذل والعزيز الذي لا يغلب ولا يقهر
ثم قال " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر " يعني البعث بعد الموت
" يوادون من حاد الله ورسوله " يعني يتخذون الخلة والصداقة مع الكافرين
نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وفيه نزل " لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة "
ثم قال عز وجل " ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " يعني لا تتخذوا مع الكافرين الصداقة وإن كانوا من أقربائكم
ثم قال " أولئك كتب في قلوبهم الإيمان " يعني الذين لا يتخذون مع الكافرين صداقة هم الذين جعل في قلوبهم الإيمان يعني التصديق " وأيدهم " يعني أعانهم " بروح منه " أي قواهم بنور الإيمان وبإحياء الإيمان وذلك يوصلهم إلى الجنة " ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار " يعني في الآخرة " خالدين فيها " يعني في الجنة
" رضي الله عنهم " بإيمانهم وطاعتهم " ورضوا عنه " بالثواب والجنة
" أولئك حزب الله " يعني جند الله
" ألا إن حزب الله هم المفلحون " يعني الناجون الذين فازوا بالجنة وبنعمة الله تعالى وفضله سبحانه