٤٠٢
النبي ﷺ في عقل الكلابيين قبائل الأنصار
فلما بلغ العالية استعان من بني النضير فقال ( أعينوني في عقل أصابني فإن هؤلاء حلفائي )
فخرج رسول الله ﷺ ومعه أبو بكر وعمر وعلي إلى بني النضير فقال حيي بن أخطب اجلس يا أبا القاسم حتى نطعمك ونعطيك ما سألتنا
فجلس النبي ﷺ في صفه ومعه أبو بكر وعمر وعلي فقال حيي بن أخطب لأصحابه إنما هو في ثلاثة نفر لا ترونه أقرب من الآن فاقتلوه لا تروا شرا أبدا
فنزل جبريل عليه السلام وأخبره فقام النبي ﷺ كأنه يريد حاجة حتى دخل المدينة فجاء إنسان فسألوه عنه فقال رأيت النبي ﷺ دخل أول البيوت
فقاموا من هناك فقال حيي بن أخطب عجل أبو القاسم فقد أردنا أن نطعمه ونعطيه الذي سأل
فلما رجع النبي ﷺ إلى المدينة جمع الناس وجاء بالجيش واختلفوا في قتل كعب بن الأشرف فقال بعضهم قد كان قتل قبل ذلك وقال بعضهم قتل في هذا الوقت
فبعث محمد بن سلمة فخرج محمد بن سلمة وأبو نائلة ورجلان آخران فأتوه بالليل وقالوا أتيناك نستقرض منك شيئا من التمر فخرج إليهم فقتلوه ورجعوا إلى النبي ﷺ فخرج إليهم النبي ﷺ مع الجيش إلى بني النضير فقال لهم اخرجوا منها فإذا جاء وقت الجذاذ فجذوا ثماركم
فقالوا لا نفعل
فحاصرهم النبي ﷺ فقالوا يا أبا القاسم نحن نعطيك الذي سألتنا
قال ( لا ولكن اخرجوا منها ولكم ما حملت الإبل إلا الحلقة ) يعني السلاح قالوا لا
فحاصرهم رسول الله ﷺ خمس عشرة ليلة وأمر بقطع نخيلهم ونقب بيوتهم
فلما رأت اليهود ما يصنعون بهم فكلما نقب المسلمون بيتا فروا إلى بيت آخر ينتظرون المنافقين
وقد المنافقون قالوا لهم لئن أخرجتم لنخرجن معكم وإن قوتلتم لننصرنكم
فلما رأوا أنه لا يأتيهم أحد من المنافقين ولحقهم من الشر ما لحقهم قال بعضهم لبعض ليس لنا مقام بعد النخيل فنحن نعطيك يا أبا القاسم على أن تعتق رقابنا إلا الحلقة ونخرج فأجلاهم رسول الله ﷺ من المدينة ولهم ما حملت الإبل إلا الحلقة
فأخذ أموالهم فقسمها بين المهاجرين ولم يعطها أحدا من الأنصار إلا رجلين كانا محتاجين مثل حاجة المهاجرين وهما سهل بن حنيف وسماك بن خرشة أبو دجانة فنزلت هذه الآية " وهو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم " يعني بني النضير " لأول الحشر " يعني الإجلاء من المدينة
وقال عكرمة من شك بأن الحشر هو الشام فليقرأ هذه الآية " هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب " إلى قوله " لأول الحشر "
فلما قال
لهم اخرجوا من المدينة قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر
فقال إنهم أول من يحشروا من ديارهم
ثم قال " ما ظننتم أن يخرجوا " يعني ما ظننتم أيها المؤمنين أن يخرجوا من ديارهم
وذلك إن بني النضير كان لهم عز ومنعة وظن الناس أنهم بعزهم ومنعتهم لا يخرجون من