٤٠٤
النخل كلها إلا العجوة وقال الضحاك اللينة النخلة الكرمة والشجرة الطيبة المثمرة وقال مجاهد اللينة النخلة المثمرة
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقالوا إنما هي مغانم المسلمين فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعها وبتحليل من قطعها وإنما قطعها وتركها بإذن الله تعالى
وعن ابن عباس أنه قال أمر النبي ﷺ بقطع النخل فشق ذلك على بني النضير مشقة شديدة فقالوا للمؤمنين تزعمون أنكم تكرهون الفساد وأنتم تفسدون في الأرض فدعوها قائمة فإنما هي لمن غلب فنزل " ما قطعتم من لينة " واللينة هي النخلة كلها ما خلا العجوة " أو تركتموها قائمة على أصولها " وهي العجوة " فبإذن الله " يعني الترك والقطع بإذن الله
وروي عن النبي ﷺ أنه أمر عبد الله بن سلام وأبا ليلى المازني بقطع النخل فكان أبو ليلى يقطع العجوة وكان عبد الله بن سلام يقطع اللون فقيل لأبي ليلى لم تقطع العجوة قال لأن فيه كبت العدو
وقيل لابن سلام لم تقطع اللون قال لأني أريد أن تبقى العجوة للمسلمين
فأنزل الله تعالى رضا بما فعل الفريقان فقال الله " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله "
ثم قال عز وجل " وليخزي الفاسقين " يعني وليذل العاصين الناقضين العهد
سورة الحشر ٦ - ٧
ثم قال عز وجل " وما أفاء الله على رسوله " يعني ما أعطى الله رسوله من بني النضير وذلك أنهم طلبوا من النبي ﷺ أن يقسم أموالهم بين جميع المسلمين كما قسم أموال بدر فلم يفعل النبي ﷺ وقسم بين فقراء المهاجرين فنزل " وما أفاء الله على رسوله " " منهم " يعني ما أعطى الله رسوله من أموال بني النضير " فما أوجفتم " يعني ما أجريتم " عليه من خيل ولا ركاب " يعني لا على خيل ولا على إبل أتيتم بل إنكم مشيتم مشيا حتى فتحتموها
ويقال أوجف الفرس والبعير إذا أسرعا يعني لم يكن عن غزوة أوجفتم خيلا ولا ركابا
" ولكن الله يسلط رسله " يعني محمدا ﷺ " على من يشاء " من بني النضير
" والله على كل شيء قدير " من النصرة والغنيمة
ثم بين لمن يعطي تلك الغنائم فقال " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى " يعني


الصفحة التالية
Icon