٤٠٦
ورضوانا ) يعني يطلبون رزقا في الجنة ورضوان الله تعالى " وينصرون الله ورسوله " بالسيف يعني يطيعون الله فيما أمرهم بطاعته
" أولئك هم الصادقون " يعني الصادقين في إيمانهم فطابت أنفس الأنصار في ذلك فقالوا هذا كله لهم وأموالنا أيضا لهم
فأثنى الله تعالى على الأنصار فقال عز وجل " والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم " يعني استوطنوا الدار يعني دار المدينة من قبل هجرتهم يعني نزلوا دار الهجرة في المدينة " والإيمان " يعني تبوءوا الإيمان أي كانوا مؤمنين من قبل أن هاجر إليهم النبي ﷺ وأصحابه
قال الله تعالى " يحبون من هاجر إليهم "
يعني يحبون من يقدم إليهم من المؤمنين " ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا " يعني لا يكون في قلوبهم حسدا مما أعطوا يعني المهاجرين
ويقال " حاجة " يعني حزازة وهو الحزن ويقال " ولا يجدون في صدورهم " بخلا وكراهة بما أعطوا
" ويؤثرون على أنفسهم " في القسمة من الغنيمة يعني تركوها للمهاجرين
" ولو كان بهم خصاصة " يعني حاجة
وروى وكيع عن فضيل بن عمران عن رجل عن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار نزل به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه فقال لامرأته نومي الصبية وأطفئي السراج وقربي إلى الضيف ما عندك فنزل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "
ويقال إن رجلا من الأنصار أهدي له برأس مشوي فقال لعل جاري أحوج مني فبعث إليه
ثم إن جاره بعثه إلى جار آخر فطاف سبعة أبيات ثم عاد إلى الأول فنزل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "
قال الله تعالى " ومن يوق شح نفسه " يعني ومن يمنع بخل نفسه " فأولئك هم المفلحون " يعني الناجين
وروى وكيع بإسناده عن النبي ﷺ أنه قال ( بريء من الشح من أدى الزكاة وأقرى الضيف وأعطى في النائبة )
وقد أثنى الله تعالى على المهاجرين وعلى الأنصار ثم أثنى على الذين من بعدهم على طريقتهم فقال " والذين جاؤوا من بعدهم " يعني التابعين ويقال يعني الذين هاجروا من بعد الأولين
" يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان " يعني أظهروا الإيمان قبلنا يعني المهاجرين والأنصار
" ولا تجعل في قلوبنا غلا " يعني غشا وحسدا وعداوة " للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " يعني رحيما بعبادك المؤمنين
وفي الآية دليل أن من ترحم على الصحابة واستغفر لهم ولم يكن في قلبه غل لهم فله حظ في المسلمين وله أجر مثل أجر الصحابة
ومن شتمهم أو لم يترحم عليهم أو كان في قلبه غل لهم ليس له حظ في المسلمين لأنه ذكر للمهاجرين فيه حظ ثم ذكر الأنصار ثم ذكر الذين جاؤوا من بعدهم وقد وصفهم الله بصفة الأولين إذ دعا لهم
وفي
الآية دليل أن