٤١٤
" يفصل بينكم " بنصب الياء وكسر الصاد مع التخفيف يعني يفصل الله بينكم وبينهم يوم القيامة وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " يفصل بينكم " بضم الياء ونصب الصاد مع التخفيف على معنى فعل ما لم يسم فاعله والمعنى مثل الأول
وقرأ حمزة والكسائي " يفصل بينكم " بضم الياء وكسر الصاد مع التشديد يعني يفصل الله بينكم والتشديد للتكثير وقرأ ابن عامر " يفصل بينكم " بضم الياء ونصب الصاد مع التشديد على معنى فعل ما لم يسم فاعله والتشديد للتكثير
ويقال الفصل هو القضاء يعني يقضي بينكم على هذا
" والله بما تعملون بصير " يعني عالم بأعمالكم
سورة الممتحنة ٤ - ٦
قوله عز وجل " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم " يعني هلا فعلتم كما فعل إبراهيم تبرأ من أبيه لأجل كفره ويقال " قد كانت لكم أسوة حسنة " يعني قدوة حسنة وسنة صالحة في إبراهيم فاقتدوا به
" والذين معه " يعني من كان مع إبراهيم من المؤمنين " إذ قالوا لقومهم " لمن كفر من قومهم " إنا براء منكم " يعني من دينكم " ومما تعبدون " يعني براء مما تعبدون " من دون الله " أي براء مما تعبدون من الآلهة
" كفرنا بكم " يعني تبرأنا منكم
قرأ عاصم " أسوة حسنة " بضم الألف والباقون بالكسر وهما لغتان إسوة وأسوة وهما بمعنى الاقتداء
ثم قال " وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " يعني حتى تصدقوا بالله وحده فأعلم الله تعالى أن أصحاب إبراهيم تبرؤوا من قومهم وعادوهم لأجل كفرهم فأمر الله تعالى أصحاب النبي ﷺ أن يقتدوا بهم
ثم قال " إلا قول إبراهيم " يعني اقتدوا بهم إلا قول إبراهيم " لأبيه لأستغفرن لك " يعني لأدعون لك أن يهديك الله ويكون على هذا التفسير إلا بمعنى لكن قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك يعني لأدعون لك أن يهديك الله يعني إبراهيم تبرأ من قومه لكنه يدعو لأبيه بالهدى
ثم قال " وما أملك لك من الله من شيء " يعني لا أقدر أن أمنعك من عذاب الله من شيء إن لم تؤمن


الصفحة التالية
Icon