٤١٩
فقراء المسلمين كانوا يخبرون اليهود بأمر المسلمين يتواصلون إليهم بذلك فيصيبون من ثمارهم وطعامهم وشرابهم فنهاهم الله تعالى عن ذلك فقال " يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم " يعني لا تتخذوا الصداقة مع قوم غضب الله عليهم ويقال هذا أيضا في حاطب بن أبي بلتعة
ثم قال عز وجل " قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " قال مقاتل وذلك أن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك شديد الانتهار فيجلسه ثم يسأله من ربك وما دينك ومن رسولك فيقول لا أدري
فيقول الملك أبعدك الله انظر يا عدو الله إلى منزلك من النار
فينظر إليه فيدعو بالويل والثبور فيقول هذا لك يا عدو الله
فيفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا لمن آمن بالله تعالى فلو كنت آمنت بربك نزلت الجنة فيكون حسرة عليه وينقطع رجاؤه منها وعلم أنه لا حظ له فيها ويئس من خير الجنة فذلك قوله لكفار أهل الدنيا الأحياء منهم " قد يئسوا من الآخرة " يعني من خير الآخرة لأنهم كذبوا بالثواب والعقاب وهم آيسون من الجنة كما يئس الكفار من أصحاب القبور حين عرفوا منازلهم من النار
ويقال إن الكفار إذا مات منهم أحد يئسوا من رجوعه فيقال قد يئس هؤلاء من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور من رجوعهم ويقال " يئسوا من الآخرة " يعني هؤلاء الكفار قد يئسوا من أمر الآخرة كما يئس الكفار الذين كانوا قبلهم من الآخرة وهم اليوم من أصحاب القبور و ﷺ على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم


الصفحة التالية
Icon