٤٢٩
لا يسمعون الإيمان ولا يعقلون
قرأ الكسائي وأبو عمرو وابن كثير في إحدى الروايتين " كأنهم خشب " بجزم الشين والباقون بالضم ومعناهما واحد وهو جماعة الخشب
فوصهفم بتمام الصور ثم أعلم أنهم في ترك التفهم بمنزلة الخشب
ثم قال " يحسبون كل صيحة عليهم " فوصفهم بالجبن أي كلما صاح صائح ظنوا أن ذلك لأمر عليهم ويقال إن كل من خاطب النبي ﷺ كانوا يخافون ويظنون أنه مخاطب يخاطبه في أمرهم وكشف نفاقهم
ثم أمر أن يحذرهم وبين أنهم أعداؤه فقال " هم العدو " يعني هم أعداؤك " فاحذرهم " ولا تأمن من شرهم
ثم قال " قاتلهم الله " يعني لعنهم " أنى يؤفكون " يعني من أين يكذبون ويقال من أين يصرفون عن الحق
سورة المنافقون ٥ - ٦
ثم قال عز وجل " وإذ قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم " يعني عطفوا رؤوسهم رغبة عن الاستغفار وأعرضوا عنه
وذلك أن عبد الله بن أبي بن سلول قيل له يا أبا الحباب قد أنزل فيك أي شداد فاذهب إلى رسول الله ﷺ يستغفر لك فلوى رأسه ثم قال أمرتموني أن أؤمن فقد آمنت وامرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت وما بقي إلا أن أسجد لمحمد صلى الله عليه وسلم
قرأ نافع " لووا رؤوسهم " بالتخفيف والباقون بالتشديد
ومن قرأ بالتخفيف فهو من لوى يلوي ومن قرأ بالتشديد فهو للتكثير
ثم قال " ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون " يعني يعرضون عن الاستغفار مستكبرين عن الإيمان في السر
ثم أخبر أن الاستغفار لا ينفعهم ما داموا على نفاقهم فقال " سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم " لأنهم منافقون
" إن الله لا يهدي القوم الفاسقين " يعني لا يرشدهم إلى دينه لأنهم لا يرغبون فيه
سورة المنافقون ٧ - ٨
ثم قال " هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا " يعني يتفرقوا
وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا


الصفحة التالية
Icon