٤٣١
سورة المنافقون ٩ - ١١
قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم " يعني لا تشغلكم أموالكم " ولا أولادكم عن ذكر الله " يعني عن طاعة الله تعالى
" ومن يفعل ذلك " يعني من لم يعمل بطاعته ولم يؤمن بوحدانيته " فأولئك هم الخاسرون " يعني المغبونين بذهاب الدنيا وحرمان الآخرة
ثم قال عز وجل " وأنفقوا مما رزقناكم " يعني مما رزقكم الله من الأموال
" من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب " يعني يقول يا سيدي ردني إلى الدنيا " فأصدق " يعني فأتصدق ويقال أصدق بالله
( وأكن من الصالحين ) يعني أفعل كما فعل المؤمنون
وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال من كان له مال يجب فيه الزكاة فلم يزكه أو مال يبلغه بيت الله تعالى فلم يحج يسأل عند الموت الرجعة قال فقال رجل اتق الله يا ابن عباس إنما سألت الكفار الرجعة
قال ابن عباس إني أقرأ عليك بهذا القرآن ثم قرأ " يا أيها الذين آمنوا " إلى قوله " وأكن من الصالحين " فقال رجل وما يوجب الزكاة يا ابن عباس قال مائتا درهم فصاعدا
قال فما يوجب الحج قال الزاد والراحلة
قرأ أبو عمرو " فأصدق وأكون " بالواو وفتح النون والباقون " وأكن " بحذف الواو بالجزم
فمن قرأ " وأكون " لأن قوله " فأصدق " جواب للأول بالفاء فأكون معطوفا عليه
ومن قرأ " وأكن " فإنه عطفه على موضع " فأصدق " لأنه على معنى إن أخرتني أصدق وأكن ولم يعطفه على اللفظ
قال أبو عبيدة قرأت في مصحف عثمان هكذا بغير واو
ثم قال " ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها " يعني إذ جاء وقتها
" والله خبير بما تعملون " من الخير والشر فيجازيكم
قرأ عاصم في رواية أبي بكر " يعلمون " بالياء على معنى الخبر عنهم والباقون بالتاء للمخاطبة والله أعلم


الصفحة التالية
Icon