٤٣٤
فسمى القرآن نورا لأنه يهتدى به في ظلمة الجهالة والضلالة ويعرف به الحلال والحرام
ثم قال " والله بما تعملون خبير " يعني عالم بأعمالكم فيجازيكم بها
ثم قال " يوم يجمعكم " يعني لتبعثن في يوم يجمعكم " ليوم الجمع " يعني يوم تجمع فيه أهل السماء وأهل الأرض ويجمع فيه الأولون والآخرون
قرأ يعقوب الحضرمي " يوم نجمعكم " بالنون وقراءة العامة بالياء ومعناهما واحد
ثم قال " ذلك يوم التغابن " يعني يغبن فيه الكافر نفسه وأهله ومنازله في الجنة يعني يكون له النار مكان الجنة وذلك هو الغبن والخسران
ثم قال " ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا " يعني يقر بوحدانية الله تعالى ويؤدي الفرائض
" يكفر عنه سيئاته " يعني يغفر ذنوبه " ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " يعني النجاة الوافرة
قرأ نافع وابن عامر " نكفر " و " ندخله " كلاهما بالنون والباقون كلاهما بالياء ومعناهما واحد
سورة التغابن ١٠ - ١٣
ثم وصف حال الكافرين فقال عز وجل " والذين كفروا بآياتنا " يعني بالكتاب والرسول
" أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير " يعني بئس المرجع الذي صار إليه المغبونون
ثم قال عز وجل " ما أصاب من مصيبة " يعني ما أصاب بني آدم من شدة ومرض وموت الأهلين " إلا بإذن الله " يعني إلا بإرادة الله تعالى وبعلمه
" ومن يؤمن بالله " يعني يصدق بالله على المصيبة ويعلم أنها من الله تعالى " يهد قلبه " يعني إذا ابتلي صبر وإذا أنعم عليه شكر وإذا ظلم غفر
وروي عن علمقة بن قيس أن رجلا قرأ عنده هذه الآية فقال أتدرون ما تفسيرها وهو أن الرجل المسلم يصاب بالمصيبة في ماله ونفسه يعلم أنها من عند الله تعالى فيسلم ويرضى
ويقال " من يؤمن بالله يهد قلبه " للاسترجاع يعني يوفقه الله تعالى لذلك
" والله بكل شيء عليم " أي عالم بثواب من صبر على المصيبة
ثم قال عز وجل " وأطيعوا الله " في الفرائض " وأطيعوا الرسول " في السنن
ويقال " أطيعوا الله " في الرضا بما يقضي عليكم من المصيبة " وأطيعوا الرسول " فيما يأمركم به من