٤٤٢
جازاها الله بعملها
ويقال " حاسبناها " في الآخرة " حسابا شديدا "
" وعذبناها عذابا شديدا نكرا " يعني عذابا منكرا على معنى التقديم يعني عذبناها في الدنيا عذابا شديدا وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا
ويقال و " حاسبناها " يعني في الدنيا يعني جازيناها بخذلانها وحرمانها
ثم قال عز وجل " فذاقت وبال أمرها " يعني جزاء ذنبها
" وكان عاقبة أمرها خسرا " يعني أهل القرية يعني أن آخر أمرهم صار إلى الخسران والندامة
قوله عز وجل " أعد الله لهم عذابا شديدا " يعني ما أصابهم في الدنيا لم يكن كفارة لذنوبهم ولكن مع ما أصابهم في الدنيا " أعد الله لهم عذابا شديدا " في الآخرة لأنهم لم يرجعوا عن كفرهم
ثم أمر المؤمنين بأن يعتبروا بهم ويثبتوا على إيمانهم فقال " فاتقوا الله يا أولي الألباب " يعني اخشوا الله وأطيعوه يا ذوي العقول من الناس
" الذين آمنوا " بالله يعني الذين صدقوا بالله ورسوله
" قد أنزل الله إليكم ذكرا " يعني كتابا
ويقال شرفا وعزا وهو القرآن
ثم قال " رسولا " يعني أرسل إليكم رسولا " يتلوا عليكم " يعني يقرأ عليكم ويعرض عليكم
ويقال " قد أنزل إليكم ذكرا رسولا " يعني كتابا مع رسوله ليتلو عليكم يعني يقرأ عليكم " آيات الله مبينات " يعني واضحات
ويقال بين فيه الحلال والحرام
" ليخرج الذين آمنوا " يعني الذين صدقوا بتوحيد الله " وعملوا الصالحات " يعني الطاعات " من الظلمات إلى النور " يعني من الجهالة إلى البيان
ويقال " ليخرج الذين آمنوا " اللفظ لفظ المستقبل والمراد به الماضي يعني أخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور يعني من الكفر إلى الإيمان
ويقال هو على المستقبل يعني يخرجهم من الشبهات والجهالات إلى الدلائل والبراهين ويقال ليدعو النبي ﷺ ليخرجكم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان من قدر الله الإيمان في سابق علمه
ثم قال عز وجل " ومن يؤمن بالله " يعني يصدق بالله
ويقال يثبت على الإيمان " ويعمل صالحا " يعني فرائض الله تعالى وسنن الرسول صلى الله عليه وسلم
" يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار "
قرأ نافع وابن عامر " ندخله " بالنون والباقون بالياء يعني يدخله الله تعالى جنات تجري من تحتها الأنهار
" خالدين فيها " يعني مقيمين في الجنة دائمين فيها
" أبدا قد أحسن الله له رزقا " يعني أعد الله له ثوابا في الآخرة
سورة الطلاق ١٢
ثم قال عز وجل " الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن " يعني خلق سبع