٤٥
هؤلاء وأقاتل هؤلاء ) فقالا ما رجوا هذا منا في الجاهلية قط أن يأخذوا منا تمرة واحدة إلا شراء أو قرى
فحين زادنا الله بك وأمدنا بك وأكرمنا بك نعطيهم الدنية لا نعطيهم شيئا إلا بالسيف
فشق النبي ﷺ الصحيفة وقال ( اذهبوا فلا نعطيكم شيئا إلا بالسيف )
فلما كان يوم الجمعة أرسل أبو سفيان إلى حيي بن أخطب أن استعد غدا إلى القتال فقد طال المقام هاهنا وقل لقومك يغدوا
فلما جاء بني قريظة الرسول فقالوا غدا يوم السبت لا نقاتل فيه
فقال أبو سفيان ما اشأن السبت قال قوم من الأمم يعظمون القتال فيه
قال أبو سفيان نحن نؤخر القتال إلى يوم الأحد هاتوا لنا رهونا أبناءكم نثلج إليهم يعني نطمئن بذلك
فجاء رسول أبي سفيان إلى بني قريظة وقد أمسوا فقالوا هذه الليلة لا يدخل علينا أحد ولا يخرج من عندنا أحد
فوقع في نفس أبي سفيان من قول نعيم بن مسعود أنه حق وأن نقض العهد كان مكرا منهم
فلما كانت الليلة ورسول الله ﷺ وأصحابه عند الخندق فصلى رسول الله ﷺ ثلث الليل ثم قال ( من رجل ينظر ما يفعل القوم أدخله الله الجنة )
فما تحرك منهم إنسان
ثم صلى الثلث الثاني فقال ( من رجل ينظر ما يفعل القوم ) فما تحرك منهم إنسان ثم صلى ساعة ثم هتف مرة أخرى فما تحرك منهم إنسان
فقال ( يا حذيفة ) فجاء حذيفة
فقال ( أما سمعت كلامي منذ هذه الليلة )
قال بلى
ولكن بي من الجوع والقر يعني البرد لم أقدر على أن أجيبك
قال ( اذهب فانظر ما فعل القوم ولا ترمي بسهم ولا بحجر ولا تطعن برمح ولا تضرب بسيف )
فقال يا رسول الله إني لا أخشى أن يقتلوني إني لميت
ولكن أخشى أن يمثلوا بي
فقال ( ليس عليك بأس )
فلما قال هذا قال حذيفة آمنت وعرفت أنه لا بأس علي
فلما ولى حذيفة قال النبي ﷺ ( اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته )
فدخل حذيفة رضي الله عنه في عسكر قريش فإذا هم يصطلون يعني يجتمعون على نار لهم فجلس حذيفة في حلقة منهم فقال أتدرون ما يريد الناس غدا قالوا ماذا يريدون قال يقولون يعني أهل العساكر أين قريش أين سادات الناس وقادتهم فتجيبون فيطرحونكم في نحور العدو فتقتلوا أو تفروا فما زال ذلك الحديث يفشو في العسكر
ثم دخل عسكر بني كنانة
فقال أتدرون ماذا يريد الناس غدا قالوا ماذا يريدون قالوا يقولون أين بنو كنانة أين ذروة العرب أين رماة الحدق فتجيبون فيطرحونكم في نحور العدو فتقتلوا ويفروا
ثم دخل عسكر غطفان فقال أتدرون ماذا يريد الناس غدا قولوا ماذا يريدون قال يقولون أين غطفان أين بنو فزارة أين أحلاس الخيول
فتجيبوا فيطرحونكم في نحور العدو فتقتلوا أو تفروا