٤٥٥
ثم قال " فستعلمون كيف نذير " يعني تعييري عليهم بالعذاب
ويقال معناه سيظهر لكم كيف عذابي
قوله تعالى " ولقد كذب الذين من قبلهم " يعني الأمم الخالية كذبوا رسلهم " فكيف كان نكير " يعني كيف كانت عقوبتي إياهم وإنكاري لهم
ثم قال " أو لم يروا إلى الطير " يعني أو لم يعتبروا في خلق الله تعالى كيف خلق الطيور " فوقهم صافات " يعني باسطات أجنحتها في الهواء
" ويقبضن " يعني ويضممن أجنحتهن ويضربن بها
" ما يمسكهن " يعني ما يحفظهن في الهواء عند القبض والبسط
" إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير " يعني عالما بصلاح كل شيء
سورة الملك ٢١ - ٢٣
قوله عز وجل " أمن هذا الذي هو جند لكم " يعني حزب لكم ومنفعة لكم
" ينصركم من دون الرحمن " يعني من عذاب الرحمن ومعناه هاتوا أخبروني من الذي يمنعكم من عذاب الله تعالى إن عصيتموه
ثم قال " إن الكافرون إلا في غرور " يعني ما الكافرون إلا في خداع وأباطيل
ثم قال عز وجل " أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه " يعني من ذا الذي يرزقكم إن حبس الله رزقه في الذنب وهذا كقوله " هل من خلاق غير الله يرزقكم من السماء والأرض " [ فاطر ٣ ] ثم قال " بل لجوا " يعني تمادوا في الذنب
ويقال تمادوا في الكفر
ويقال بل مضوا " في عتو " يعني في تكبر " ونفور " يعني تباعدا من الإيمان
ثم قال عز وجل " أفمن يمشي مكبا على وجهه " يعني الكافر يمشي ضالا في الظلمة أعمى القلب
" أهدى " يعني هو أصوب دينا
" أفمن يمشي سويا على صراط مستقيم " هو المؤمن يعمل بطاعة الله يعني على دين الإسلام
وقال قتادة " أفمن يمشي مكبا على وجهه " قال هو الكافر عمل بمعصية الله تعالى يحشره الله تعالى يوم القيامة على وجهه " أمن يمشي سويا على صراط مستقيم " هو المؤمن يعمل بطاعة الله تعالى يسلك به يوم القيامة طريق الجنة
وقال الزجاج أعلم الله تعالى أن المؤمن يسلك الطريق المستقيم وإن كان الكافر في ضلالته بمنزلة الذي يمشي مكبا على وجهه
قال مقاتل نزلت في شأن أبي جهل وقال بعضهم هذا لجميع الكفار وجميع المؤمنين
ثم قال " قل هو الذي أنشأكم " يعني خلقكم " وجعل لكم السمع " لكي تسمعوا بها الحق " والأبصار " يعني لكي تبصروا بها الحق " والأفئدة " يعني القلوب لكي تعقلوا بها