٤٦٢
أخطأنا الطريق وليست هذه جنتنا
فلما تفحصوا علموا أنها جنتهم وهذا عقوبة لهم فقالوا " بل نحن محرومون " يعني حرمنا منفعتها
" قال أوسطهم " يعني أعدلهم وأعلمهم وأعقلهم " ألم أقل لكم لولا تسبحون " يعني هلا تستثنون في أيمانكم
ويقال كان استثناؤهم التسبيح يعني هلا قلتم سبحان الله فندموا على فعلهم و " قالوا سبحان ربنا " يعني نزهوه وعظموه تائبين عن ذنوبهم ويقال معناه نستغفر ربنا
" إنا كنا ظالمين " يعني ضارين بأنفسنا عاصين بمنعنا المساكين
" فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون " يعني جعل بعضهم يلوم بعضهم بعضا بصنيعهم ذلك ثم قالوا بأجمعهم قوله " قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين " يعني عاصين بمنعنا المساكين
ثم قالوا " عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها " يعني يعوضنا خيرا منها في الجنة
" إنا إلى ربنا راغبون " يعني راجين مما عنده
قال الله تعالى " كذلك العذاب " يعني هكذا عذاب الدنيا لمن منع حق الله تعالى
" ولعذاب الآخرة أكبر " لمن لم يتب ولم يرجع عن ذنبه
ويقال هكذا العذاب في الدنيا لأهل مكة بالجوع ولعذاب الآخرة أكبر إن لم يؤمنوا
" لو كانوا يعلمون " يعني لو كانوا يفقهون
ويقال لو كانوا يصدقون
سورة نون والقلم ٣٤ - ٣٩
ثم ذكر ما للمتقين من الثواب فقال تعالى " إن للمتقين عند ربهم " في الآخرة " جنات النعيم "
فلما ذكر الله تعالى نعيم الجنة قال عتبة بن ربيعة إن كان كما يقول محمد ﷺ فإن لنا في الآخرة أكثر ما للمسلمين لأن فضلنا وشرفنا أكثر فنزل " أفنجعل المسلمين كالمجرمين " يعني أفنركم المجرمين كالمؤمنين ويقال معناه أفنهين المؤمنين كالمجرمن يعني لا يكون حال المسلمين في الهوان والذل كالمشركين
ثم قال تعالى " ما لكم كيف تحكمون " يعني ويحكم كيف تقضون بالجور " أم لكم كتاب فيه تدرسون " يعني ألكم كتاب تقرؤون فيه " إن لكم فيه لما تخيرون " يعني في الكتاب مما تتمنون
" أم لكم أيمان علينا بالغة " يعني ألكم عهد عندنا وثيق " إلى يوم القيامة "
يعني في يوم القيامة
" إن لكم لما تحكمون " يعني ما تقضون به لأنفسكم في الآخرة
سورة نون والقلم ٤٠ - ٤١


الصفحة التالية
Icon