٤٦٨
أجزاء من المقربين لا يعلم كثرة عددهم إلا الله
وروى عطاء بن السائب عن ميسرة في قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " يعني ثمانية من الملائكة أرجلهم في تخوم الأرض السابعة
وقال وهب بن منبه أربعة من الملائكة يحملون العرش على أكتافهم لكل واحد منهم أربعة وجوه وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه إنسان
روى الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب في قوله تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " ثمانية أوعال ما بين ركبهم إلى أظلافهم مسيرة خمسمائة عام
سورة الحاقة ١٨ - ٢٤
ثم قال عز وجل " يومئذ تعرضون " أي تساقون إلى الحساب والقصاص وقراءة الكتب
ويقال " تعرضون " على الله تعالى كقوله " وعرضوا على ربك صفا " [ الكهف ٤٨ ] ثم قال " لا تخفى منكم خافية " يعني لا يخفى على الله منكم ولا من أعمالكم شيء
قرأ حمزة والكسائي " لا يخفى " بالياء والباقون بالتاء بلفظ التأنيث لأن لفظ خافية مؤنث
ومن قرأ بالياء انصرف إلى المعنى يعني لا يخفى منكم خاف والهاء ألحقت للمبالغة
ثم قال عز وجل " فأما من أوتي كتابه بيمينه " يعني كتابه الذي فيه عمله فرأى فيه الحسنات فسر بذلك " فيقول " لأصحابه " هاؤم أقرؤوا كتابيه " يعني تعالوا اقرأوا كتابيه
قال القتبي " هاؤم " في اللغة بمنزلة خذ وتناول ويقال للاثنين هاؤما وللجماعة هاؤموا
والأصل هاكم فحذفوا الكاف وأبدلوها همزة
وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغني أنهم يعرضون ثلاث عرضات
فأما عرضتان فهما الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي
وروى عن عبد الله بن مسعود نحو هذا
ثم قال " إني ظننت أني ملاق حسابيه " يعني أيقنت وعلمت أني أحاسب
قوله تعالى " فهو في عيشة راضية " يعني في عيش مرضي " في جنة عالية " يعني مرتفعة
" قطوفها دانية " يعني اجتناء ثمارها قريب يعني شجرها قريب يتناوله القائم والقاعد ويقال لهم " كلوا واشربوا هنيئا " يعني كلوا من ثمار الجنة واشربوا من شرابها هنيئا يعني طيبا بلا داء ويقال حلال لا إثم فيه
" بما أسلفتم " يعني بما عملتم وقدمتم " في الأيام الخالية " يعني في الدنيا
ويقال بما عملتم من الأعمال الصالحة في الأيام الماضية يعني في الدنيا
سورة الحاقة ٢٥ - ٢٦