٤٧٠
الخلق
" وما لا تبصرون " من الخلق
" إنه لقول رسول كريم " يعني هذا القرآن قول رسول كريم على الله تعالى يعني جبريل وهذا قول مقاتل
ويقال " قول رسول كريم " يعني قول رسول الله ﷺ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم
قال أبو العالية إنه يعني القرآن " لقول رسول كريم " يقرأ عليك يا محمد
ويقال معناه إن الذي ينزل على محمد ﷺ بالقرآن ويقرؤه عليه جبريل الكريم على الله تعالى ليس الشياطين كما يقولون
" وما هو بقول شاعر " يعني القرآن ليس بقول شاعر
" قليلا ما تؤمنون " يعني قليلا ما تؤمنون
" وما " صلة
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية هشام " قليلا ما يؤمنون " بالياء " وقليلا ما يذكرون " بالياء والباقون بالتاء على معنى المخاطبة
ثم قال " ولا بقول كاهن " يعني ليس بقول كاهن وليس بقول شيطان أي عراف كاذب
" قليلا ما تذكرون " يعني قليلا ما تتعظون
ثم قال عز وجل " تنزيل من رب العالمين " يعني القرآن هو كلام رب العالمين أنزل على محمد ﷺ ثم قال " ولو تقول علينا بعض الأقاويل " يعني أن محمد ﷺ لو قال من ذات نفسه " لأخذنا منه باليمين " يعني لعاقبناه
فأعلم الله تعالى أنه لا محاباه لأحد إذا عصاه بالقرآن وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم
ومعنى قوله " باليمين " يعني بالقوة
وقال القتبي إنما قام اليمين مقام القوة لأن قوة كل شيء في يمينه
ولأهل اللغة في هذا مذاهب أخر وهو قولهم إذا أرادوا عقوبة أحد فيقولون خذ بيده وافعل به كذا وكذا فكأنه قال الله عز وجل لو كذب علينا لأمرنا به بالأخذ بيده ثم عاقبناه
ويقال " لو تقول علينا بعض الأقاويل " معناه لو زاد حرفا واحدا على ما أوحيته إليه أو نقص لعاقبته وكان هو أكرم الناس علي
وفي الآية تنبيه لغيره لكيلا يغيروا شيئا من كتاب الله تعالى ولا يتقولوا فيه شيئا من ذات أنفسهم
ويقال " باليمين " يعني بالحق
ويقال بالحجة
" ثم لقطعنا منه الوتين " وهو عرق يتعلق به القلب إذا انقطع مات صاحبه يعني لأهلكناه
ثم قال " فما منكم من أحد عنه حاجزين " يعني ليس أحد منكم يمنعنا من عذابه
" وإنه " يعني القرآن " لتذكرة للمتقين " يعني عظة للذين يتقون الشرك والفواحش
" وإنا لنعلم أن منكم مكذبين " يعني وإنا لنعلم أن منكم أيها المؤمنون مكذبون بالقرآن يعني المنافقين
ثم قال عز وجل " وإنه لحسرة على الكافرين " يعني إن هذا القرآن ندامة على الكفارين يوم القيامة لأنه يقال لهم ألم يقرأ عليكم القرآن فيكون لهم حسرة وندامة بترك الإيمان
" وإنه لحق اليقين " يعني إن تلك الندامة لحق اليقين ليكون ذلك
ويقال إن القرآن من الله تعالى " حق اليقين " حقا يقينا
" فسبح باسم ربك العظيم " يعني صل لله تعالى
ويقال سبحه باللسان
والله أعلم وإليه المرجع والمآب و ﷺ على سيدنا محمد وآله وصحبه


الصفحة التالية
Icon