٤٧٣
سورة المعارج ٢٢ - ٢٨
ثم قال عز وجل " إن الإنسان خلق هلوعا " يعني حريصا ضجورا بخيلا ممسكا وقال القتبي " هلوعا " يعني شديد الجزع
يقال ناقة هلوع إذا كانت حديدة النفس
" إذا مسه الشر جزوعا " يعني الفقر لا يصبر على الشدة
" وإذا مسه الخير منوعا " يعني إذا أصابه الغنى يمنع حق الله تعالى
" إلا المصلين " فإنهم ليسوا هكذا وهم يؤدون حق الله تعالى
" الذين هم على صلاتهم دائمون " يعني يحافظون على الصلوات
" والذين في أموالهم حق معلوم " يعني معروفا " للسائل والمحروم " يعني للسائل الذي يسأل الناس والمحروم الذي لا يشهد الغنيمة ولا يسهم له
وروى وكيع عن سفيان عن قيس عن محمد بن الحسن قال بعث النبي ﷺ سرية فغنمت فجاء آخرون بعد ذلك فنزل " وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "
وقال الشعبي أعياني أن أعلم ما المحروم
ثم قال عز وجل " والذين يصدقون بيوم الدين " يعني بيوم الحساب
" والذين هم من عذاب ربهم مشفقون " يعني خائفين
" إن عذاب ربهم غير مأمون " يعني لم يأت لأحد الأمان من عذاب الله تعالى ويقال لا ينبغي لأحد أن يأمن من عذاب الله تعالى
سورة المعارج ٢٩ - ٣٥
ثم قال " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هو العادون " وقد ذكرناه
" والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون " يعني الأمانات التي فيما بينهم وبين الله تعالى والعهد الذي بينهم وبين الناس حافظون
" والذين هم بشهاداتهم قائمون " يعني يؤدون الشهادة عند الحاكم ولا يكتمونها إذا دعوا إليها فيؤدون الشهادة على الوجه الذي علموها قرأ عاصم في رواية حفص وأبو عمرو في إحدى الروايتين " بشهاداتهم " وهو جمع الشهادة والباقون " بشهادتهم " وهي شهادة واحدة وإنما تقع على الجنس
ثم قال " والذين هم على صلاتهم يحافظون " يعني يداومون عليها ويحافظون عليها في مواقيتها
" أولئك في جنات مكرمون " يعني أهل هذه الصفة في جنات " مكرمون " بثواب من الله تعالى بالتحف والهدايا
سورة المعارج ٣٦ - ٣٧


الصفحة التالية
Icon