٤٧٨
الأرض بساطا ) يعني فراشا " لتسلكوا منها " يعني فتمضوا فيها وتأخذوا فيها " سبلا فجاجا " يعني طرقا بين الجبال والرمال ويقال طرقا واسعة
سورة نوح ٢١ - ٢٨
قوله تعالى " قال نوح رب إنهم عصوني " فيما أمرتهم من توحيد الله تعالى " واتبعوا " يعني أطاعوا " من لم يزده ماله وولده إلا خسارا " يعني أطاعوا من لم يزده ماله " وولده إلا خسارا " يعني كثرة ماله وولده إلا خسرانا في الآخرة
قوله " ومكروا مكرا كبارا " يعني مكرا كبيرا عظيما ويقال يعني قالوا كلمة الشرك
والكبير والكبار بمعنى واحد
" وقالوا لا تذرن آلهتكم " يعني قال بعضهم لبعض ويقال قال الرؤساء للسفلة " لا تذرن " يعني لا تتركوا عبادة آلهتكم
" ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا " فهذه أسماء الأصنام التي كانوا يعبدونها يعني لا تتركوا عبادة هذه الأصنام
قرأ نافع " ودا " بضم الواو والباقون بالنصب ومعناهما واحد وهو اسم الصنم وقال قتادة هذه الآلهة كان يعبدها قوم نوح ثم عبدها العرب بعد ذلك
وقال القتبي " الود " صنم ومنه كانت العرب تسمى عبد ود وكذلك تسمي عبد يغوث
قوله تعالى " وقد أضلوا كثيرا " يعني هذه الأصنام أضلوا كثيرا من الناس يعني ضل بهن كثير من الناس كقوله " إنهن أضللن كثيرا من الناس "
ثم قال " ولا تزد الظالمين إلا ضلالا " يعني إلا خسارا وغبنا
ثم قال عز وجل " مما خطيئاتهم أغرقوا " يعني بشركهم بالله تعالى أغرقوا في الدنيا
" فأدخلوا نارا " في الآخرة
قال مقاتل " بما خطيئاتهم أغرقوا " يعني بخطياتهم وقال القتبي بما خطياتهم أغرقوا يعني من خطيئاتهم أغرقوا و " ما " زائدة
ثم قال " فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا " يعني أعوانا يمنعونهم من العذاب
قرأ أبو عمرو " خطاياهم " والباقون " خطيئاتهم " ومعناهما واحد وهو جمع خطيئة
قوله تعالى " وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " يعني لا تدع على ظهر الأرض من الكافرين " ديارا " يعني أحدا منهم ويقال أصله من الدار يعني نازلا بها