٤٨
سورة الأحزاب ١٥ - ١٧
ثم قال عز وجل " ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل " يعني من قبل قتال الخندق حين كان النبي ﷺ بمكة خرج سبعون رجلا من المدينة إلى مكة
فخرج إليهم رسول الله ﷺ ليلة العقبة إلى السبعين فبايعهم وبايعوه
فقالوا للنبي ﷺ اشترط لربك ولنفسك ما شئت
فقال ( أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما منعتم به أنفسكم وأولادكم )
فقالوا فإذا فعلنا ذلك
فما لنا قال ﷺ ( لكم النصرة في الدنيا والجنة في الآخرة )
قالوا قد فعلنا ذلك فذلك قوله " ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل " " لا يولون الأدبار " منهزمين " وكان عهد الله مسؤولا " يعني يسأل في الآخرة من ينقض العهد
قوله عز وجل " قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا " أي لا تؤجلون إلا يسيرا لأن الدنيا كلها قليلة
ثم قال عز وجل " قل من ذا الذي يعصمكم من الله " يعني يمنعكم من الله يعني من قضاء الله وعذابه " إن أراد بكم سوءا " يعني القتل " أو أراد بكم رحمة " أي عافية
ويقال " سوءا " يعني الهزيمة " أو أراد بكم رحمة " يعني خيرا
وهو النصر
يعني من يقدر على دفع السوء عنكم وجر الخير إليكم " ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا " يعني قريبا ومانعا
سورة الأحزاب ١٨ - ٢٠
قوله عز وجل " قد يعلم الله المعوقين منكم " يعني يرى المثبطين منكم المانعين من القتال منكم وهم المنافقون " والقائلين لإخوانهم " يعني لأوليائهم وأصدقائهم " هلم إلينا " يعني ارجعوا إلينا إلى المدينة ويقال هذا بلغة أهل المدينة يقولون للواحد وللأثنين وللجماعة هلم وسائر العرب تقول للجماعة هلموا
ثم قال " ولا يأتون البأس إلا قليلا " وذلك أن المنافقين كانوا يقولون إن لنا شغلا


الصفحة التالية
Icon