٤٨٤
" يدعوه " يعني يصلي لله تعالى ويقرأ كتابه
" كادوا يكونون عليه لبدا " يعني يركب بعضهم بعضا ويقع بعضهم على بعض
ثم قال عز وجل " قل إنما أدعو ربي "
قرأ حمزة وعاصم " قل إنما أدعو ربي " على معنى الأمر يعني قل يا محمد إنما أدعو ربي يعني أعبده
" ولا أشرك به أحدا "
قرأ الباقون على معنى الخبر عنه
قرأ ابن عامر في رواية هشام " عليه لبدا " بضم اللام والباقون بكسرها ومعناهما واحد
وقال القتبي " يكونون عليه لبدا " أي يتلبدون به رغبة في استماع القرآن
يقال لبدت به أي لصقت به ومعناه كادوا أن يلصقوا به
قوله تعالى " قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا " يعني لا أقدر لكم خذلانا ولا هداية
قوله تعالى " قل إني لن يجيرني من الله أحد " يعني لن يمنعني من عذاب الله أحد إن عصيته " ولن أجد من دونه ملتحدا " يعني ملجأ ولا مفرا
" إلا بلاغا من الله ورسالاته " يعني فذلك الذي يجيرني من عذاب الله ويقال في الآية تقديم ومعناه قل لا أملك لكم ضرا ولا رشدا إلا أن أبلغكم رسالات ربي يعني ليس بيدي شيء من الضر والنفع والهداية إلا بتبليغ الرسالة
" ومن يعص الله ورسوله " في التوحيد ولم يؤمن به " فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا " أي مقيمين في النار أبدا يعني دائما
وقد تم الكلام
سورة الجن ٢٤ - ٢٨
ثم قال عز وجل " حتى إذا رأوا ما يوعدون " من العذاب يعني لما رأوا العذاب ويقال معناه أمهلهم حتى إذا رأوا ما يوعدون في الدنيا وفي الآخرة " فسيعلمون من هو أضعف ناصرا " يعني مانعا من العذاب
" وأقل عددا " يعني رجالا
فقالوا متى هذا العذاب الذي تعدنا يا محمد فنزل " قل إن أدري أقريب ما توعدون " يعني ما أدري أقريب ما توعدون من العذاب " أم يجعل له ربي أمدا " يعني أجلا ينتهي إليه
قوله تعالى " عالم الغيب " يعني هو عالم الغيب " فلا يظهر على غيبه أحدا " يعني هو الذي يعلم وقت نزول العذاب ولا يطلع على غيبه أحدا من خلقه
ثم قال عز وجل " إلا من ارتضى من رسول " يعني إلا من اختار لرسالته فإنه يطلعه على ما يشاء من الغيب ليكون دلالة لنبوته
" فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا "