٤٨٦
سورة المزمل
وهي عشرون آية مكية
سورة المزمل ١ - ٨
قال الله تبارك وتعالى " يا أيها المزمل " يعني الملتف في ثيابه وأصله في اللغة المتزمل وهو الذي يتزمل في ثيابه وكل من التف بثوبه فهو متزمل وقد تزمل فأدغمت التاء في الزاي وشددت الزاي فقيل مزمل يعني به النبي ﷺ " قم الليل " يعني قم الليل للصلاة " إلا قليلا " من الليل " نصفه " يعني قم نصفه
فاكتفى بذكر فعل الأول من الثاني لأنه دليل عليه " أو انقص منه قليلا " يعني أو انقص من النصف قليلا " أو زد عليه " يعني زد على النصف يعني ما بين الثلث إلى الثلثين
ثم قال " ورتل القرآن ترتيلا " يعني ترسل فيه وقال الحسن بينه إذا قرأته
فلما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمين فنزلت الرخصة في آخر السورة وقال مقاتل كان هذا قبل أن يفرض الصلوات الخمس وقال الضحاك " ورتل القرآن ترتيلا " قال اقرأه حرفا حرفا وقال مجاهد أحب الناس إلى الله تعالى في القراءة أعقلهم عنه
قوله تعالى " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " يعني سننزل عليك القرآن بالأمر والنهي يعني يثقل لما فيه من الأمر والنهي والحدود وكان هذا في أول الأمر ثم سهل الله تعالى الأمر في قيام الليل وقال قتادة في قوله " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " قال يثقل الله تعالى فرائضه وحدوده
ويقال يعني قيام الليل ثقيل على المجرمين ويقال ثقيل على من خالفه ويقال ثقيل في الميزان خفيف على اللسان ويقال نزوله ثقيل كما قال " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل " [ الحشر ٢١ ] الآية
وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي ﷺ كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جبرانها وما تستطيع أن تتحرك حتى يسري عنه أي يذهب عنه
ثم قال " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا " يعني ساعات الليل أشد موافقة للقراءة والسمع ويقال هي أشد نشاطا من النهار إذا كان الرجل محتسبا ويقال هي أرق لقلوبهم


الصفحة التالية
Icon