٤٩٠
منكم مرضى لا يقدرون على قيام الليل " وآخرون يضربون في الأرض " يعني يسافرون في الأرض " يبتغون من فضل الله " يعني في طلب المعيشة يطلبون الرزق من الله تعالى " وآخرون يقاتلون في سبيل الله " يعني يجاهدون في طاعة الله وفي الآية دليل أن الكسب الحلال بمنزلة الجهاد لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله وروى إبراهيم عن علقمة قال قال رسول الله ﷺ ( ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلد فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله تعالى منزلة الشهيد ) ثم قرأ رسول الله ﷺ " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله "
ثم قال " فاقرأوا ما تيسر منه " يعني من القرآن " وأقيموا الصلاة " يعني الصلوات الخمس " وآتوا الزكاة " يعني الزكاة المفروضة " وأقرضوا الله قرضا حسنا " يعني تصدقوا من أموالكم بنية خالصة من المال الحلال " وما تقدموا لأنفسكم من خير " يعني ما تعملون من عمل من الأعمال الصالحة بنية خالصة " تجدوه عند الله " يعني تجدون ثوابه عند الله في الآخرة
" هو خيرا وأعظم أجرا " يعني الصدقة خير من الإمساك وأعظم ثوابا من معاملتكم وتجارتكم في الدنيا وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه اتخذ له حيسا يعني تمرا بلبن فجاءه مسكين فأخذه ودفعه إليه فقال بعضهم ما يدري هذا المسكين ما هذا فقال عمر لكن رب المسكين يدري ما هو فكأنه تأول قوله تعالى " وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدون عند الله " هو خيرا وأعظم أجرا
ثم قال عز وجل " واستغفروا الله " يعني اطلبوا المغفرة لذنوبكم بالرجوع إلى الله تعالى " إن الله غفور " لمن تاب " رحيم " بعد التوبة والله أعلم


الصفحة التالية
Icon