٥٠٥
ثم قال عز وجل " فوقاهم الله شر ذلك اليوم " يعني دفع الله عنهم عذاب ذلك اليوم " ولقاهم " يعني أعطاهم " نضرة " حسن الوجوه " وسرورا " يعني فرحا في قلوبهم
قوله تعالى " وجزاهم بما صبروا " يعني أعطاهم الثواب بما صبروا على الفقر في الدنيا " جنة وحريرا " يعني لباسهم فيها حرير
ويقال بما صبروا على الطاعات
ويقال على المصائب
قوله عز وجل " متكئين فيها " يعني ناعمين في الجنة " على الأرائك " يعني على السرر وفي الحجال واحدها أريكة " لا يرون فيها شمسا " يعني لا يصيبهم فيها حر الشمس " ولا زمهريرا " يعني ولا برد الشتاء
ثم قال عز وجل " ودانية عليهم ظلالها " يعني قريبة عليهم ظلال شجرها
" وذللت قطوفها تذليلا " يعني قربت ثمارها ويقال وذللت قطوفها يعني مجنى ثمرها تذليلا يعني قريبا ينالها القاعد والقائم
وروى بن أبي نجيح عن مجاهد قال أرض الجنة من فضة وترابها مسك وأصول شجرها ذهب وفضة وأفنانها لؤلؤ وزبرجد والورق والثمر تحت ذلك فمن أكل قائما لم يؤذه ومن أكل جالسا لم يؤذه ومن أكل مضطجعا لم يؤذه
ثم قرأ " وذللت قطوفها تذليلا " وقال أهل اللغة
" ذللت " أي أدنيت منهم من قولك حائط ذليل إذا كان قصير السمك
والقطوف والثمرة واحدها قطف وهو نحو قوله تعالى " قطوفها دانية " [ الحاقة ٢٣ ]
سورة الإنسان ١٥ - ٢٢
قوله تعالى " ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب " وهي كيزان مدققة الرأس لا عرى لها " كانت قواريرا من فضة " يعني في صفاء القارورة وبياض الفضة
وروي عن عكرمة عن ابن عباس قال لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم تر الماء من ورائه ولكن قوارير الجنة من فضة في صفاء القوارير كبياض الفضة
قرأ نافع وعاصم والكسائي " سلاسلا وقواريرا " كلهن بإثبات الألف والتنوين وقرأ حمزة بإسقاط الألف كلها فكان أبو عمرو يثبت الألف في الأولى من " قوارير " ولا يثبتها في الثانية
قال أبو عبيد رأيت في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي يقال له مصحف الإمام " قوارير " بالألف والثانية كانت بالألف فحكت ورأيت أثرها بينا هناك أما السلاسل فرأيتها قد درست
وقال بعض أهل اللغة الأجود في العربية أن لا ينصرف " سلاسل وقوارير " لأن