٥١١
وكذا وقدرت يعني خلقه في بطن الأم نطفة ثم علقة ثم مضغة
يعني قدرنا خلقه قصيرا وطويلا
" فنعم القادرون " يعني فنعم ما قدر الله تعالى خلقهم
ثم أخبرهم بصنعه ليعتبروا فيؤمنوا بالبعث وعرفوا الخلق الأول فقال " ويل يومئذ للمكذبين " يعني الشدة من العذاب لمن رأى الخلق الأول فأنكر الخلق الثاني
ويقال " فنعم القادرون " يعني نعم المقدرون
ويقال نعم المالكون
سورة المرسلات ٢٥ - ٣١
ثم قال عز وجل " ألم نجعل الأرض كفاتا " يعني أوعية للخلق
ويقال موضع القرار ويقال بيوتا ومنزلا " أحياء وأمواتا " يعني ظهرها منازل الأحياء وبطنها منازل الأموات
وقال الأخفش يعني أوعية للأحياء والأموات
وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحياءكم
ويقال يعني ويضمكم فيها والكفت الضم " وجعلنا فيها رواسي " يعني الجبال الثقال " شامخات " يعني عاليات طوالا " وأسقيناكم ماء فراتا " يعني ماء عذبا من السماء ومن الأرض
ثم قال تعالى " ويل يومئذ للمكذبين " يعني ويل لمن عاين هذه الأشياء وأنكر وحدانية الله تعالى والبعث
" انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون " يعني يوم الفصل يقال لهؤلاء الذين أنكروا البعث " انطلقوا إلى ما كنتم تكذبون " يعني انطلقوا إلى العذاب
" انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب " وذلك أنه يخرج عنق من النار فيحيط الكفار مثل السرادق ثم يخرج من دخان جهنم ظل أسود فيتفرق فيهم ثلاث فرق رؤوسهم فإذا فرغ من عرضهم قيل لهم " انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل " ينفعهم " ولا يغني من اللهب " يعني السرادق من لهب النار
وقال القتبي وذلك أن الشمس تدنو من رؤوسهم يعني رؤوس الخلق أجمع وليس عليهم يومئذ لباس ولا لهم أكنان فتلفهم الشمس يعني تسودهم وتأخذ بأنفاسهم ثم ينجي الله برحمته من يشاء إلى ظل من ظله
ثم قال للمكذبين " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون " من عذاب الله وعقابه " انطلقوا إلى ظل " أي دخان من نار جهنم قد سطع ثم افترق ثلاث فرق فيكونون فيه إلى أن يفرغ من الحساب كما يكون أوليائه في ظله
ثم يؤمر بكل فريق إلى مستقره من الجنة أو النار
وصف الظل فقال " لا ظليل " يعني لا يظلكم من حر هذا اليوم بل يزيدكم من لهب النار إلى ما هو أشد عليكم من حر الشمس " ولا يغني من اللهب " وهذا مثل قوله " وظل من يحموم " [ الواقعة ٤٣ ] وهو الدخان وهو سرادق أهل النار كما ذكر المفسرون