٥١٤
سورة النبأ
مكية وهي أربعون آية
سورة النبأ ١ - ٥
قول الله تبارك وتعالى " عم يتساءلون " وذلك أن النبي ﷺ لما بعث جعلوا يتساءلون فيما بينهما ويقولون ما الذي جاء به هذا الرجل فنزل " عم يتساءلون " يعني عماذا يتساءلون " عن النبأ العظيم " يعني الخبر العظيم وهو القرآن كقوله " أنتم عنه معرضون " [ ص ٦٨ ] ويقال معناه عن ماذا يتحدثون وعن أي شيء يتحدثون
ثم قال " عن النبأ العظيم " يعني خبرا عظيما
وقال الزجاج أصله عن ما فأدغمت النون في الميم والمعنى عن أي شيء يتساءلون ثم بين فقال " عن النبأ العظيم " يعني عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم
وقيل عن القرآن
وقيل " عن النبأ العظيم " يعني عن البعث والدليل عليه قوله تعالى " إن يوم الفصل كان ميقاتا " [ النبأ ١٧ ] ثم بين لهم الأمر الذي كانوا يتساءلون وهو البعث
ثم قال عز وجل " الذي هم فيه مختلفون " يعني مصدقا ومكذبا بالبعث بعضهم مصدق وبعضهم مكذب
ويقال بالقرآن ويقال بمحمد صلى الله عليه وسلم
ثم قال تعالى " كلا سيعلمون " يعني سيعرفون " ثم كلا سيعلمون " يعني سيعرفون ذلك الوعيد على أثر الوعيد يعني سيعلمون عند الموت وفي الآخرة ويتبين لهم بالمعاينة
قرأ ابن عامر " ستعلمون " بالتاء على وجه المخاطبة وقرأ الباقون بالياء على معنى الخبر عنهم
سورة النبأ ٦ - ١٦
ثم ذكر صنعه ليستدلوا بصنعه على توحيده فقال تعالى " ألم نجعل الأرض مهادا " يعني فراشا ومناما
ويقال موضع القرار ويقال معناه ذللنا لهم الأرض ليسكنوها ويسيروا فيها
" والجبال أوتادا " يعني أوتدها وأثبتها