٥١٧
يعني إناء فيه خمر ملآن متتابعا وهذا قول عطية وسعيد والعباس بن عبد المطلب ومجاهد وإبراهيم النخعي
ثم قال " لا يسمعون فيها لغوا " يعني حلفا وباطلا
ويقال " لوا يسمعون " في مشربها فحشا خبثا " ولا كذابا " يعني تكذيبا في شربها
يعني لا يكذبون فيها
قرأ الكسائي " كذابا " بالتخفيف يعني لا يكذب بعضهم بعضا
وقرأ الباقون بالتشديد وهو من التكذيب
ثم قال " جزاء من ربك " يعني ثوابا من ربك " عطاء حسابا " يعني كثيرا
وقال مجاهد عطاء من الله حسابا بما عملوا
وقال أهل اللغة " حسابا " أي كثيرا
كما يقال أعطينا فلانا عطاء حسابا أي كثيرا
وقال قتادة " جزاء من ربك " جزاؤهم بالعمل اليسير الخير الجسيم حسابا أي كثيرا وأصله أن يعطيه حتى يقول حسبي
وقال الزجاج " حسابا " أي ما يكفيهم يعني فيه ما يشتهون
ثم قال عز وجل " رب السموات والأرض " يعني خالق السموات والأرض
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " رب السموات والأرض " بضم الباء والباقون بالكسر
فمن قرأ بالضم فمعناه هو رب السموات والأرض ومن قرأ بالكسر فهو على معنى الصفة أي جزاء من ربك رب السموات والأرض " وما بينهما الرحمن " يعني الرحمن هو رب السموات والأرض " لا يملكون منه خطابا " يعني لا يملكون الكلام بالشفاعة إلا بإذنه
سورة النبأ ٣٨ - ٤٠
قوله عز وجل " يوم يقوم الروح " قال الضحاك هو جبريل
وقال قتادة عن ابن عباس قال هو خلق على صورة بني آدم
ويقال هو خلق واحد يقوم صفا واحدا " والملائكة صفا " يعني صفوفا
ويقال الروح لا يعلمه إلا الله كما قال " قل الروح من أمر ربي " [ الإسراء ٨٥ ]
" لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن " يعني لا يتكلمون بالشفاعة " إلا من أذن له الرحمن " بالشفاعة " وقال صوابا " يعني لا إله إلا الله يعني من كان معه التوحيد فهو من أهل الشفاعة
ثم قال عز وجل " ذلك اليوم الحق " يعني القيامة كائنة " فمن شاء اتخذ " يعني من شاء وحد واتخذ بذلك التوحيد " إلى ربه مآبا " يعني مرجعا
ويقال من شاء اتخذ بالطاعة إلى ربه مرجعا
ثم خوفهم فقال " إنا أنذرناكم عذابا قريبا " يعني خوفناكم بعذاب قريب وهو يوم القيامة
ثم خوف المؤمنين ووصف ذلك اليوم فقال " يوم ينظر المرء ما قدمت يداه " يعني