٥٣٠
سورة التكوير ١٥ - ٢٥
قوله تعالى " فلا أقسم بالخنس " يعني الذي خنس بالنهار وظهر بالليل ويقال " الخنس " التي تخنس بالنهار وتظهر بالليل " الجوار " الجوار التي تجري و " الكنس " التي ترتفع وتغيب
وقال أهل التفسير " الخنس " يعني خمسة من الكواكب بهرام وزحل وزهرة والمشتري وعطارد التي تخنس بالنهار وتظهر بالليل " الجواري " لأنهن يجرين بالليل في السماء " الكنس " يعني تستتر كما تكنس الظباء في كناسة وقال أهل اللغة " الخنس " واحدها خانس كقوله راكع وركع
وقال بعضهم " الخنس " أرادها هنا الوحوش وظباء الوحوش " والجواري الكنس " التي تدخل الكنائس وهو غصن من أغصان الشجر ويكون معناه أقسم برب هذه الأشياء
وروى عكرمة عن ابن عباس قال " الخنس " المعز و " الكنس " الظباء
ألم ترها إذا كانت في الظل كيف تكنس بأعناقها ومدت ببصرها وروى الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود قال " الجوار الكنس " هي بقر الوحش
وقال علي بن أبي طالب هي النجوم وقال القتبي هي النجوم الخمسة الكبار لأنها تخنس أي ترجع في مجراها وتكنس أي تستتر كما تكنس الظباء
ثم قال عز وجل " والليل إذا عسعس " يعني إذا أدبر
وقال الزجاج " عسعس " إذا أقبل
و " عسعس " إذا أدبر والمعنيان يرجع إلى شيء واحد وهذا ابتداء الظلام في أوله وانتهاؤه في آخره
وقال مجاهد " إذا عسعس " يعني إذا أظلم " والصبح إذا تنفس " يعني إذا استضاء وارتفع ويقال إذا ارتفع حتى يصير النهار بينا فأقسم بهذه الأشياء ويقال بخالق هذه الأشياء " إنه " يعني القرآن " لقول رسول كريم " على ربه يقرأ على النبي ﷺ وهو جبريل عليه السلام
ثم أثنى على جبريل وبين فضله فقال " ذي قوة " يعني ذا شدة ويقال معناه أعطاه الله تعالى القوة ومن قوته أنه قلع مدائن قوم لوط بجناحه
ثم قال عز وجل " عند ذي العرش مكين " يعني عند رب العرش له منزلة " مطاع " يعني يطيعه أهل السماوات " ثم أمين " فيما استودعه الله من الرسالات ويقال " مطاع " يعني طاعته على أهل السموات واجبة كطاعة محمد ﷺ على أهل الأرض " أمين " على الرسالة والوحي ويقال " أمين " في السماء كما أن محمدا ﷺ أمين في الأرض
ثم قال عز وجل " وما صاحبكم بمجنون " فهذا أيضا جواب القسم
يعني " وما