٥٣٣
يعني خلقك معتدل القامة " في أي صورة ما شاء ركبك " يعني شبهك بأي صورة شاء إن شاء بالوالد وإن شاء بالوالدة
قرأ عاصم والكسائي وحمزة " فعدلك " بالتخفيف والباقون بالتشديد
فمن قرأ بالتخفيف جعل " في " بمعنى إلى فكأنه قال " فعدلك " إلى أي صورة شاء أن يركبك يعني صرفك إلى ما شاء من الحسن والقبح
ومن قرأ بالتشديد فمعناه قومك وتكون " ما " صلة وقد تم الكلام عند قوله " فعدلك " ثم ابتدأ فقال " في أي صورة شاء ركبك " ويقال " ما " في معنى الشرط والجزاء والمعنى أي صورة ما شاء أن يركبك فيها ركبك ويكون " شاء " بمعنى يشاء ثم قال عز وجل " كلا بل تكذبون بالدين " يعني لا يؤمن هذا الإنسان بما ذكره من أمره وصورته " بل تكذبون بالدين " بأنكم مبعوثون يوم القيامة
ثم أعلم الله تعالى أن أعمالكم محفوظة عليهم فقال " وإن عليكم لحافظين " من الملائكة يحفظون أعمالكم " كراما كاتبين " يعني كراما على الله تعالى كاتبين يعني يكتبون أعمال بني آدم " يعلمون ما تفعلون " من الخير والشر
وروى مجاهد عن النبي ﷺ قال ( أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى الحالتين الجنابة والغائط )
سورة الإنفطار ١٣ - ١٩
قوله تعالى " إن الأبرار " يعني المؤمنين المصدقين في أيمانهم " لفي نعيم " يعني في الجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأصحاب النبي ﷺ ومن كان حاله مثل حالهم " وإن الفجار " يعني الكفار " لفي جحيم يصلونها يوم الدين " يعني يدخلونها يوم القيامة " وما هم عنها بغائبين " يعني لا يخرجون منها أبدا
وقال " وما أدراك ما يوم الدين " تعظيما لذلك اليوم " ثم ما أدراك ما يوم الدين " يعني كيف تعلم حقيقة ذلك اليوم ولم تعاينه " يوم لا تملك نفس لنفس شيئا " يعني لا تنفع نفس مؤمنة لنفس كافرة شيئا بالشفاعة
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " يوم " بضم الميم والباقون بالنصب
فمن قرأ بالضم معناه يوم لا تملك
ومن قرأ بالنصب فلنزع الخافض يعني في يوم
" والأمر يومئذ لله " يعني الحكم والقضاء لله تعالى وهو يوم القيامة


الصفحة التالية
Icon