٥٤٠
" لتركبن طبقا عن طبق " قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي " لتركبن " بنصب التاء والباقون بالضم
فمن قرأ بالنصب فمعناه لتركبن يا محمد من سماء إلى سماء
ومن قرأ بالضم فالخطاب لأمته أجمعين يعني لتركبن حالا بعد حال حتى يصيروا إلى الله تعالى من إحياء وإماتة وبعث
ويقال مرة نطفة ومرة علقة
ويقال حالا بعد حال مرة تعرفون ومرة لا تعرفون يعني يوم القيامة
ويقال يعني السماء لتحولن حالا بعد حال مرة تتشقق بالغمام ومرة تكون كالدهان
قرأ بعضهم " ليركبن " بالياء يعني ليركبن هذا المكذب طبقا عن طبق يعني حالا بعد حال يعني الموت ثم الحياة
سورة الانشقاق ٢٠ - ٢٥
ثم قال عز وجل " فما لهم لا يؤمنون " يعني ما لكفار مكة لا يصدقون بالقرآن " وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون " يعني لا يخضعون لله تعالى ولا يوحدونه
ويقال ولا يستسلمون لربهم ولا يطيعون
ويقال لا يصلون لله تعالى
قوله تعالى " بل الذين كفروا يكذبون " يعني يجحدون بالقرآن والبعث أنه لا يكون
وقال مقاتل نزلت في بني عمرو بن عمير وكانوا أربعة فأسلم اثنان منهم
ويقال هذا في جميع الكفار
ثم قال " والله أعلم بما يوعون " يعني يكتمون في صدورهم من الكذب والجحود
ويقال مما يجمعون في قلوبهم من الخيانة
ويقال معناه " والله أعلم " بما يقولون ويخفون
" فبشرهم بعذاب أليم " يعني شديدا دائما
وقال مقاتل ثم استثنى الاثنين اللذين أسلما فقال " إلا الذين آمنوا " ويقال هذا الاستثناء لجميع المؤمنين يعني الذين صدقوا بتوحيد الله تعالى
" وعملوا الصالحات " يعني أدوا الفرائض والسنن " لهم أجر غير ممنون " يعني غير منقوص ويقال غير مقطوع ويقال لهم أجر لا يمن عليهم
ومعنى قوله " فبشرهم بعذاب أليم " يعني اجعل مكان البشارة للمؤمنين بالرحمة والجنة للكفار عذابا أليما على وجه التغيير لأن ذلك لا يكون بشارة في الحقيقة والله الموفق بمنه وكرمه و ﷺ على سيدنا محمد وآله وسلم