٥٥٠
القيامة النار الكبرى يعني النار العظمى لأن نار الدنيا هي النار الصغرى ونار الآخرة هي النار الكبرى
وروى يونس عن الحسن عن النبي ﷺ قال ( إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم وقد غمست في النار مرتين ليدنى منها وينتفع بها ولولا ذلك ما دنوتم منها ) ويقال إنها تستجير أن ترد إلى جهنم يعني تتعوذ منها
وقال بعض الحكماء علامة الشقاوة تسع أشياء كثرة الأكل والشرب والنوم والإصرار على الذنب والغيبة وقساوة القلب وكثرة الذنب ونسيان الموت والوقوف بين يدي الملك عز وجل وهذا هو الشقي الذي يدخل النار الكبرى " ثم لا يموت فيها ولا يحيى " يعني " لا يموت " في النار حتى يستريح من عذابها " ولا يحيا " حياة تنفعه وقال القتبي معناه هو العذاب بحال من يموت ولا يموت
سورة الأعلى ١٤ - ١٩
ثم قال عز وجل " قد أفلح من تزكى " يعني قد فاز ونجا من هذا العذاب وسعد بالجنة " من تزكى " يعني وحد الله تعالى وزكى نفسه بالتوحيد " وذكر اسم ربه " يعني توحيد ربه " فصلى " مع الإمام الصلوات الخمس ويقال " قد أفلح من تزكى " يعني أدى زكاة الفطر " وذكر اسم ربه فصلى " مع الإمام صلاة العيد
ويقال " قد أفلح من تزكى " يعني أدى زكاة المال يعني نجا من خصومة الفقراء يوم القيامة " وذكر اسم ربه فصلى " يعني كبر وصلى لله تعالى ويقال " قد أفلح من تزكى " يعني تاب من الذنوب " وذكر اسم ربه " يعني إذا سمع الآذان خرج إلى الصلاة
ثم ذم تارك الجماعة لأجل الاشتغال بالدنيا فقال " بل تؤثرون الحياة الدنيا " يعني تختارون عمل الدنيا على عمل الآخرة قرأ أبو عمرو " بل يؤثرون " بالياء على معنى الخبر عنهم والباقون بالتاء على معنى المخاطبة
ثم قال " والآخرة خير وأبقى " يعني عمل الآخرة " خير وأبقى " من اشتغال الدنيا وزينتها ويقال معناه يختارون عيش الدنيا الفانية على عيش الآخرة الباقية وإن عيش الآخرة " خير وأبقى " لأن في عيش الدنيا عيوبا كثيرة خوف المرض والموت والفقر والذل والهوان والزوال والحبس والمنع وما أشبه ذلك وليس في عيش الآخرة شيء من هذه العيوب لأجل هذا قيل إن الآخرة خير من الدنيا
ثم قال عز وجل " إن هذا لفي الصحف الأولى " يعني الذي ذكر في هذه السورة كان في الصحف الأولى يعني في الكتب الأولى ثم فسره فقال " صحف إبراهيم وموسى " ويقال الذي ذكر في " الصحف الأولى " يعني أن الذي في آخر السورة أربع آيات لفي كتب الأولين وكل كتاب مكتوب يسمى الصحف يعني في قوله " قد أفلح من تزكى " إلى آخر الآية