٥٥٣
قوله عز وجل " وزرابي مبثوثة " قال القتبي الزرابي الطنافس
ويقال البسط زرابي واحدها زربى
قوله عز وجل " مبثوثة " أي كثيرة متفرقة أو مبسوطة والنمارق الوسايد واحدها نمرقة والمؤمن جالس فوق هذا كله وعلى رأسه وصفا كأنهن الياقوت والمرجان جزاء بما كانوا يعملون
فإن شك شاك فيها وتعجب كيف هذا وهو غائب عنا فقل انظر إلى صنعة الرب تبارك وتعالى في الدنيا
سورة الغاشية ١٧ - ٢٦
وهو قوله تعالى " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت " يعني خلق من قطرة ماء خلقا عظيما يحمل عليه وإنما خص ذكر الإبل لأن الإبل كانت أقرب الأشياء إلى العرب
ثم قال عز وجل " وإلى السماء " يعني أفلا ينظرون إلى السماء " كيف رفعت " بلا عمد تحتها وحبست في الهواء بقدرة الرب سبحانه وتعالى
ثم قال " وإلى الجبال " يعني أفلا ينظرون إلى الجبال " كيف نصبت " على ظهر الأرض أوتادا لها وليس جبل من الجبال إلا وله عرق في قاف وملك موكل بجبل قاف
فإذا أراد الله تعالى بأهل أرض شيئا أوحى إلى ملك قاف فيحرك تلك العروق فيتزلزل
ثم قال " وإلى الأرض كيف سطحت " يعني بسطت على ظهر الماء
ثم قال " فذكر إنما أنت مذكر " يعني فذكر يا محمد ﷺ وخوفهم بالعذاب في الآخرة " إنما أنت مذكر " يعني مخوفا بالقرآن " لست عليهم بمسيطر " يعني بمسلط تجبرهم على الإسلام وهذا قبل أن يؤمر بالقتال
وقال مقاتل في الآية تقديم يعني فذكر " إلا من تولى " يعني أعرض عن الإيمان " وكفر " بالله تعالى " فيعذبه الله العذاب الأكبر " يعني فيدخله النار وهو العذاب الأكبر الدائم وهو عذاب النار حرها شديد وقعرها بعيد ومقامها حديد
قوله تعالى " إن إلينا إيابهم " يعني إن إلينا مرجعهم بعد الموت " ثم إن علينا حسابهم " يعني يحاسبون بكل صغيرة وكبيرة وقليل وكثير كما قال " لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " [ الكهف ٤٩ ]
ويقال " إن علينا حسابهم " يعني جزاءهم بأعمالهم يعني ثوابهم بما عملوا


الصفحة التالية
Icon