٥٥٦
سلم إيمانه من النفاق والرياء نجا وإلا تردى في النار
وفي الثاني يحاسب على الصلاة فإن أتم ركوعها وسجودها في مواقيتها نجا وإلا تردى في النار وفي الثالث يحاسب على الزكاة فإن أداها بشروطها وإلا تردى في النار
والرابع يحاسب بصوم رمضان فإن صامه بحدوده وحقوقه نجا وإلا تردى في النار
وفي الخامس في الحج والعمرة وفي السادس بالوضوء والغسل من الجنابة وفي السابع بر الوالدين وصلة الرحام ومظالم العباد فإن أداها نجا وإلا تردى في النار
سورة الفجر ١٥ - ٢٢
ثم قال عز وجل " فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه " قال الكلبي ومقاتل نزلت في أمية بن خلف ويقال في أبي بن خلف " إذا ما ابتلاه " يعني اختبره ربه " فأكرمه " يعني رزقه " ونعمه " يعني أعطاه النعمة " فيقول ربي أكرمن " يعني أحبني وفضلني وأنا أهل لذلك " وأما إذا ما ابتلاه " بالفقر " فقدر عليه رزقه " أي قتر عليه رزقه قرأ أبو عمرو وابن عامر في إحدى الروايتين " فقدر " بالتشديد والباقون بالتخفيف ومعناهما واحد أي فقتر عليه رزقه وأصابه الجوع والأمراض " فيقول ربي أهانن " يعني طردني وعاقبني شكاية لربه
قال الله تعالى " كلا " أي حقا يعني ليس إهانتي وإكرامي في نزع الماء والولد والفقر والمرض ولكن إهانتي في نزع المعرفة وإكرامي بتوفيق المعرفة والطاعة
وقال قتادة لم يكن الغنى من الكرامة ولم يكن الفقر من الذل
ولكن الكرامة مني بتوفيق الإسلام والهوان مني بالخذلان عنه
إنما المكرم من أكرم بطاعتي والمهان من أهين بمعصيتي
ثم قال " بل لا تكرمون اليتيم " يعني لا يعطون حق اليتيم وكان في حجر أمية بن خلف يتيم لا يؤدي حقه
فنزلت الآية بسببه فصار فيها عظة لجميع الناس
ثم قال عز وجل " ولا تحضون على طعام المسكين " يعني لا يحثون أنفسهم ولا غيرهم على إطعام المسكين
ويقال لا تحاضون على إطعام المسكين
ويقال لا يحض بعضهم بعضا
قرأ حمزة والكسائي وعاصم " ولا تحاضون " بالألف يعني لا يحث بعضهم بعضا
وقرأ أبو عمرو " ولا يحضون " بالياء يعني لا يحثون والباقون " لا تحضون " بالتاء على المخاطبة
ثم قال " وتأكلون التراث " يعني الميراث " أكلا لما " يعني شديدا كقولك لممت


الصفحة التالية
Icon