٥٦٠
سورة البلد ٥ - ١٠
قوله تعالى " أيحسب أن لن يقدر عليه أحد " يعني أيحسب الكافر أن لن يقدر الله تعالى عليه يعني على أخذه وعقوبته
" يقول أهلكت مالا لبدا " يعني أبا جهل بن هشام يقول أنفقت مالا كثيرا في عداوة محمد ﷺ فلم ينفعني ذلك وهو أنه ضمن مالا لمن يقتل محمدا ﷺ ويقال أنفق مالا يوم بدر
ثم قال عز وجل " أيحسب " يعني أيظن " أن لم يره أحد " يعني إن لم ير الله تعالى صنيعه فلا يعاقبه بما صنع
ثم ذكر ما أنعم عليه ليعتبر به ويوحده فقال " ألم نجعل له عينين " يعني ألم نخلق له عينين يبصر بهما " ولسانا " ينطق به " وشفتين " يضمهما
" وهديناه النجدين " قال الكلبي ومقاتل يعني عرفناه طريق الخير والشر
وقال قتادة يعني طريق الهدى والضلالة وهكذا قال ابن مسعود
ويقال " وهديناه النجدين " يعني هديناه في الصغر لأخذ الثديين يعني خلق له شفتين يأخذ بهما ثدي أمه
ويقال بينا له طريقين طريق الدنيا وطريق الآخرة
وقال مجاهد يعني طريق السعادة وطريق الشقاوة
ويقال الطاعة والمعصية ويقال طريق الصواب الخطأ
ومعناه ألم نجعل له ما يستدل به على أن الله تعالى قادر على أن يبعثه وأن يحصي عليه ما عمله
سورة البلد ١١ - ٢٠
ثم قال عز وجل " فلا اقتحم العقبة " يعني فلا هو اقتحم العقبة ويقال فلم يقتحم العقبة ويقال معناه فهل جاوز العقبة الذي يزعم أنه أنفق مالا كثيرا في عداوة النبي ﷺ وإنما أراد بالعقبة الصراط
كما روي عن أبي ذر الغفاري أنه قال إنه بين أيدينا عقبة كؤود لا ينجو منها إلا كل مخف
وكما روي عن أبي هريرة أنه بكى حين حضرته الوفاة قيل له وما يبكيك قال بعد المفازة وقلة الزاد وضعف النفس وعقبة كؤد والهبوط منها إلى الجنة أو إلى النار
ثم قال عز وجل " وما أدراك ما العقبة " يعني ما أدراك بماذا يكون مجاوزة الصراط
ثم قال " فك رقبة " يعني اقتحام العقبة هو فك الرقبة يعني إنما يجاوز الصراط أو