٥٦٦
ثم قال " فأنذرتكم نارا تلظى " يعني خوفتكم بالقرآن " نارا تلظى " يعني تشتعل على أهلها وتغيظ على أهلها وتزفر عليهم
قوله تعالى " لا يصلاها " يعني لا يدخل في النار " إلا الأشقى " يعني الذي ختم له بالشقاوة " الذي كذب وتولى " يعني كذب بالتوحيد والرسل وتولى عن الإيمان وعن طاعة الله وأخذ في طاعة الشيطان
ثم قال " وسيجنبها " يعني يتباعد عنها " الأتقى " يعني المتقي الذي يتقي الشرك وهو " الذي يؤتي ماله يتزكى " يعني يعطي من ماله حق الله تعالى " يتزكى " يعني يريد به وجه الله تعالى
ثم قال " وما لأحد عنده من نعمة تجزى " يعني لا يفعل ذلك مجازاة لأحد " إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى " يعني يفعل ذلك طلب رضاء الله الأعلى يعني الله العلي الرفيع فوق خلقه بالقهر والغلبة
" ولسوف يرضى " يعني سوف يعطي الله من الثواب حتى يرضى بذلك
وقال مقاتل مر أبو بكر على بلال وسيده أمية بن خلف يعذبه فاشتراه وأعتقه فكره أبو قحافة عتقه فقال لأبي بكر أما علمت أن مولى القوم من أنفسهم فإذا أعتقت فأعتق من له منظرة وقوة فنزل " وما لأحد عنده من نعمة تجزى " يعني لا يفعل ذلك لطلب المجازاة ولكن إنما يعطي ماله " ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى " بثواب الله تعالى والله الموفق بمنه وكرمه و ﷺ على سيدنا محمد وآله وصحبه