٥٧٧
سورة القدر
مكية وهي خمس آيات
سورة القدر ١ - ٥
قول الله تبارك وتعالى " إنا أنزلناه في ليلة القدر " يعني أنزلنا القرآن الكريم جملة واحدة إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ في ليلة القدر يعني في ليلة القضاء وإنما سميت القضاء لأن الله تعالى يقدر في تلك الليلة ما يكون من السنة إلى السنة القابلة من أمر الموت والأجل والرزق وغيره ويسلمه إلى مدبرات الأمور وهم أربعة من الملائكة إسرافيل وميكائيل وجبريل وملك الموت عليهم السلام
وفي آية أخرى " في ليلة مباركة " وإنما سميت ليلة القدر مباركة لأنه ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة
ثم قال عز وجل " وما أدراك ما ليلة القدر " تعظيما لها فقال " ليلة القدر خير من ألف شهر " يعني العمل في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
وذلك أن رسول الله ﷺ كان جالسا بين أصحابه يحدث بأن رجلا كان من بني إسرائيل لبس السلاح ألف شهر وصام ولم يضع السلاح حتى مات فعظم ذلك على أصحابه فنزل " ليلة القدر خير من ألف شهر " يعني العمل فيها وثوابه أفضل من لبس السلاح والصيام ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
وروي في خبر آخر أن النبي ﷺ ( أرى أعمال الناس ) فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لم يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله تعالى " ليلة القدر خير من ألف شهر "
فقيل يا رسول الله ﷺ أي ليلة هي قال ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان )
ثم قال عز وجل " تنزل الملائكة " يعني تتنزل الملائكة من كل سماء ومن سدرة المنتهى وهو مسكن جبريل على وسطها فينزلون إلى الأرض ويدعون الخلق ويؤمنون بدعائهم إلى وقت طلوع الفجر
فذلك قوله " تنزل الملائكة والروح فيها " يعني جبريل معهم
وذكر في الخبر أن جبريل عليه السلام وقف على سطح الكعبة ونشر جناحيه فبلغ أحدهما المشرق والآخر المغرب
وقال بعضهم " الروح " خلق يشبه الملائكة وجهه يشبه وجه بني آدم
وقال بعضهم هو ما قال الله تعالى " قل الروح من أمر ربي " [ الإسراء ٨٥ ] وقال