٥٨٠
متبعين
وقال الضحاك " حنفاء " يعني حجاجا يحجون بيت الله تعالى
ثم قال " ويقيموا الصلاة " يعني يقرون بالصلاة ويؤدونها في مواقيتها " ويؤتوا الزكاة " يعني يقرون بها ويؤدونها " وذلك دين القيمة " يعني المستقيم لا عوج فيه يعني الإقرار بالتوحيد وبالصلاة والزكاة وإنما قال " القيمة " بلفظ التأنيث لأنه انصرف إلى المعنى والمراد به السنة المستقيمة " لا عوج فيها " يعني هذا الذي يأمرهم محمد ﷺ وبهذا أمروا في جميع الكتب
سورة البينة ٦ - ٨
ثم قال عز وجل " إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين " يعني الذين جحدوا من اليهود والنصارى بمحمد ﷺ وبالقرآن ومن مشركي مكة وثبتوا على كفرهم " في نار جهنم خالدين فيها " يعني دائمين فيها " أولئك هم شر البرية " يعني شر الخليقة
قرأ نافع وابن عامر " البريئة " بالهمز والباقون بغير همز
فمن قرأ بالهمز فلأن الهمزة فيها أصل يقال برا الله الخلق يبرأ أبدا وهو الخالق البارئ
ومن قرأ بغير همز فلأنه اختار حذف الهمزة وتخفيفها
ثم مدح المؤمنين ووصف أعمالهم وبين مكانهم في الآخرة حتى يرغبوا إلى جواره فقال " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني صدقوا بالله وأخلصوا بقلوبهم وأفعالهم وهم أصحاب النبي ﷺ ومن تابعهم إلى يوم القيامة " أولئك هم خير البرية " يعني هم خير الخليقة
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص والله المؤمن أكرم على الله تعالى من بعض الملائكة الذين عنده
وروي عن الحسن أنه سئل عن قوله " أولئك هم خير البرية " أهم خير من الملائكة قال ويلك أين تعدل الملائكة من الذين آمنوا وعملوا الصالحات
ثم بين ثوابهم فقال عز وجل " جزاؤهم عند ربهم " يعني ثوابهم في الآخرة " جنات عدن تجري من تحتها الأنهار " يعني انهار من الخمر والعسل واللبن وماء غير آسن " خالدين فيها أبدا " يعني دائمين مقيمين فيها " رضي الله عنهم " بأعمالهم " ورضوا عنه " بثوابه الجنة " ذلك " يعني هذا الثواب الذي ذكر " لمن خشي ربه " يعني وحد ربه في الدنيا واجتنب معاصيه والله الموفق بمنه و ﷺ على سيدنا محمد وآله وسلم