٥٨٢
" يومئذ يصدر الناس أشتاتا " يعني يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب " أشتاتا " فرقا فرقا
" ليروا أعمالهم " يعني ثواب أعمالهم وهذا
كما روي عن النبي ﷺ أنه قال ( ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه فإن كان محسنا يقول لم لم أزدد إحسانا وإن كان غير ذلك يقول لم لم ترغب عن المعاصي ) وهذا عند معاينة الثواب والعقاب
وقال أبي بن كعب الزلزلة لا تخرج إلا من ثلاثة إما نظر الله تعالى بالهيبة إلى الأرض وإما لكثرة ذنوب بني آدم وأما لتحرك الحوت التي عليها الأرضون السبع تأديبا للخلق وتنبيها
سورة الزلزلة ٧ - ٨
ثم قال عز وجل " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " يعني مقدار ذرة وهو الذي يرى في شعاع الشمس
يعني يرى ثوابه في الآخرة " ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " يعني يرى جزاءه في الآخرة
وروى قتادة عن محمد بن كعب القرظي في قوله " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " الآية قال ما من كافر عمل مثقال ذرة من خير إلا عجل له ثواب ذلك في الدنيا في نفسه أو في أهله أو في ماله حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله مثقال ذرة من خير وما من مؤمن عمل مثقال ذرة من شر إلا عجل له عقوبتها في الدنيا في نفسه أو في ماله أو في أهله حتى يخرج من دار الدنيا وليس له عند الله مثقال ذرة من شر
وروى معمر عن زيد بن أسلم أن رجلا جاء إلى النبي ﷺ فقال علمني مما علمك الله فدفعه إلى رجل يعلمه القرآن فعلمه " إذا زلزلت الأرض " حتى بلغ " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " فقال الرجل حسبي فأخبر بذلك النبي ﷺ فقال ( دعه فقد فقه الرجل )
وروى الأجلح عن أبي إسحاق عن امرأته أنها قالت دخلت على عائشة رضي الله عنها أنا وامرأة أبي السفر فجاء سائل يسألها وعندها سلة من عنب فأخذت حبة من عنب فأعطته فنظر بعضنا إلى بعض فقال إن قدر هذا أثقل من ذرات كثيرة ثم قرأت " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والله أعلم