٥٨٥
ثم قال تعالى " وإنه على ذلك لشهيد " يعني الله تعالى حافظ على صنعه عالم به " وإنه لحب الخير لشديد " يعني الإنسان على جمع المال حريص
وقال القتبي معناه إنه لحب المال لبخيل والشدة ههنا البخل وقال الزجاج معناه أنه من أجل حب المال لبخيل وهذا موافق لما قال القتبي
ثم قال عز وجل " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور " يعني أفلا يعلم هذا البخيل إذا بعث الناس من قبورهم وعرضوا على الله تعالى " بعثر " يعني أخرج " وحصل ما في الصدور " يعني بين ما في القلوب من الخير والشر " إن ربهم بهم يومئذ لخبير " يعني عالم بهم وبأعمالهم وبنياتهم ومن أطاعه في الدنيا ومن عصاه فيها
وفي الآية دليل أن الثواب يستوجب على قدر النية ويجري به وقوله تعالى " وحصل ما في الصدور " يعني يحصل له من الثواب بقدر ما كان في قلبه من النية إن نوى بعمله وجه الله تعالى والدار الآخرة يحصل له الثواب على قدره والله ولي الموفق بمنه


الصفحة التالية
Icon