٥٩
فطلقها زيد ونزلت هذه الآية " وتخفي في نفسك " يعني تسر في نفسك ليت أنه طلقها " ما الله مبديه " يعني مظهره عليك حتى ينزل به قرآنا " وتخشى الناس " يعني تستحي من الناس
ويقال " وتخشى " مقالة الناس " والله أحق أن تخشاه " في أمرها
قال الحسن ما أنزل الله عز وجل على النبي ﷺ آية أشد منها ولو كان كاتما شيئا من الوحي لكتمها
ثم قال " فلما قضى زيد منها وطرا " يعني حاجة " زوجناكها " فلما انقضت عدتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم
قال الحسن فكانت زينب تفتخر على أزواج النبي ﷺ فتقول أما أنتن فزوجكن آباؤكن وأما أنا فزوجني رب العرش تعني قوله " زوجناكها " ثم قال " لكيلا يكون على المؤمنين حرج " يعني لكيلا يكون على الرجل حرج بأن يتزوج امرأة ابنه الذي تبناه " في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا " يعني حاجة " وكان أمر الله مفعولا " يعني تزوج النبي ﷺ إياها كائن لا بد واللام للزيادة وكي مثله فلو كان أحدهما لكان يكفي ولكن يجوز أن يجمع بين حرفين زائدين إذا كانا جنسين وإنما لا يجوز إذا كانا من جنس واحد كما قال " ليس كمثله شيء " [ الشورى١١ ] ولا يصلح أن يقال مثل مثل أو كي كي فإذا كانا جنسين جاز
فقالت اليهود والمنافقون يا محمد تنهى عن تزوج امرأة الابن ثم تتزوجها فنزل قوله عز وجل " ما كان على النبي من حرج " يقول ليس على النبي إثم " فيما فرض الله له " يعني في الذي رخص الله عز وجل من تزوج زينب " سنة الله في الذين خلوا من قبل " يعني هكذا سنة الله في الذين مضوا يعني في كثرة تزوج النساء كما فعل الأنبياء عليهم السلام " وكان أمر الله قدرا مقدورا " يعني قضاء كائنا
قوله عز وجل " الذين يبلغون رسالات الله " قال مقاتل يعني النبي ﷺ وحده
ويقال ينصرف إلى قوله " سنة الله في الذين خلوا من قبل " " الذين يبلغون رسالات الله "
" ويخشونه " في كتمان ما أظهر الله عليهم " ولا يخشون أحدا " في البلاغ " إلا الله وكفى بالله حسيبا " يعني شهيدا بأن النبي ﷺ بلغ الرسالة عن الله عز وجل ويقال شهيدا يعني حفيظا
سورة الأحزاب ٤٠
قوله عز وجل " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم " يعني بالتبني
وليس بأب لزيد بن حارثة " ولكن رسول الله " يعني ولكنه محمد رسول الله ﷺ ويقال لم يكن أب الرجال لأن