٦٠٣
سورة الكافرون
مكية وهي ست آيات
سورة الكافرون ١ - ٦
قول الله تبارك وتعالى " قل يا أيها الكافرون " " يا أيها " الياء للنداء وأي للتمييز وها للتنبيه
ألا ترى أنه لا يجوز لله أن يقال يا أيها الرحمن كما قال تعالى " يا أيها العزيز " لأن التنبيه لا يجوز
وذلك أن قريشا قالوا للنبي ﷺ إن يسرك أن نتبعك عاما وترجع إلى ديننا عاما فنزلت هذه السورة
وقال مقاتل نزلت في المستهزئين وذلك أن النبي ﷺ لما قرأ سورة النجم وجرى على لسانه ما جرى فقال أبو جهل أخزاه الله لا تفارقنا إلا على أحد أمرين ندخل معك في بعض ما تعبد وتدخل معنا في ديننا أو تتبرأ من آلهتنا ونتبرأ من إلهك فنزلت هذه السورة
وقال الكلبي وذاك أنهم أتوا العباس فقالوا له لو أن ابن أخيك استلم بعض آلهتنا لصدقناه بما يقول وآمنا به فنزل " قل يا أيها الكافرون " ويقال إنهم اجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا له إن ابن أخيك يؤذينا ونحن لا نؤذيه لحرمتك فدعاه أبو طالب وذكر ذلك له فقال له رسول الله ﷺ ( إنما أدعوهم إلى كلمة واحدة ) فقال ما هي قال ( لا إله إلا الله ) فنفروا عن هذه الكلمة فنزل " قل يا أيها الكافرون " يعني قل يا محمد لأهل مكة " لا أعبد ما تعبدون " يعني " لا أعبد " بعد هذا " ما تعبدون " أنتم من الأوثان ولا أرجع إلى دينكم
ثم قال " ولا أنتم عابدون ما أعبد " يعني لا تعبدون أنتم بعد هذا الرب الذي أعبده أنا حتى ترون ما يستقبلكم غدا
وهذا كقوله عز وجل " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا " [ الكهف ٢٩ ]
قوله تعالى " ولا أنا عابد ما عبدتم " يعني لست أنا في الحال عابدا لأصنامكم وما كنت عابدا لها قبل هذا لأني علمت مضرة عبادتها " ولا أنتم عابدون ما أعبد " يعني لستم عابدين في الحال لجهلكم وغفلتكم وقلة عقلكم


الصفحة التالية
Icon